أسطورة عمتي في الضباع

أسطورة عمتي في الضباع
حينما كنا صغاراً وكانت بدايات ثقافاتنا في طور التشكيل ,كنا نسمع كثيراً من القصص والأساطير وخاصة في فصول االشتاء المطيرة الباردة
إذ نجتمع حول الموقد وعمتي رحمة الله عليها معنا ونحن متحلقين حولها إذ أنها كانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة في تلك الأيام وقد ابتدأت بسرد قصة من أقاصيصها الممتعة عن الغول أو العنزة العنيزية أو الضبع وما أدراك ما الضبع الذي كنا نرتعد خوفاً من سماع سيرته وقصصه عن افتراس ضحاياه وجرهم إلى الكهوف البعيدة لأكلهم وافتراسهم لحماً وعظماً.
وقد ذكرت لنا عمتي عليها رحمة الله أن الضبع إذا ما عجز عن اصطياد فريسته فإنه يبول ثم يبلل ذيله ويرشق الفريسة ببوله مما يخدرها فتتبعه صاغرة وذليلة والمضبوع يقول له: أبتاه انتظرني أبتاه انتظرني ولن يفيق الضحية من سكرته وخدره إلا إذا شج رأسه ونزل الدم حتى يعرف أن الضبع ليس أباه (على حد زعم عمتي) وقد أسمت عمتي تلك الضحية بالمضبوع.
ويشاء المولى تعالى لي أن أكبر وتكبر معي تلك الأساطير.
تذكرت كل هذه الأساطير وأنا أرى كثيراً من أبناء جلدتنا الذين ضبعوا بالثقافة التي فرضت علينا من هذا النظام الجاثم على الصدور فهم مضبوعون بتلك الأوهام إذ يحسبونها شيئا ذا قيمة وهم لم ينفكو يجأرون ويصرخون لربيبهم:أماه انتظريني أماه انتظريني ولا ينقصهم الآن إلا الحجر الذي يشج رؤؤسهم فيفيقون أو مصيرهم الافتراس......ولات حين مناص.

صدقت أخي ...

إن ما فعله التونسيون هو استفاقة من حجر الجوع والظلم .. حيث أذهب عقولهم بريق السجن والإرهاب وتكميم الأفواه ..

ولكن يا ترى هل يجب على بعض الأنظمة أن ينتظروا حجرا يُلقى على رؤوس شعوبهم ليستفيقوا فيخلعوهم كما سلفهم ..

أم يا ترى قد تعلموا أن يسحروا شعوبهم ليس ببول يلقونه على ذيلهم ويرشونه على عيون شعبهم , بل يسحروهم بإعطائهم الحرية الملتزمة , واللباس من عُري , والشبع من بعد جوع .

هذا ما ستكشفه لنا أيام ما بعد اليوم التالي ؟

أشكرك أخي الكريم على مرورك الذي أدخل السرور على قلبي.....

أشكرك ياأخي وبارك الله فيك
تقبل مروري

شكرا أخي أبو روني أسعدتني.............