ما كان وما يجب أن يكون (1)

بما انو الجو شوووب كتير
وعزيزي الطقس مش راضي يخف عنا
وحضرتي قاعدة بهالمكتب اليوم لاشغلة ولا عملة
قررت استغل مواهبي واجرب اكتب شي
وطلع معي هالموضوع
ما بعرف ازا رح ارجع كمل منو حلقات تانية او رح وقف هون،، حسب التساهيل
الموضوع مكتوب باللهجة العامية المصرية،، لان قدري في كل مرة بشتغل فيها، بيكونو الموظفين اغلبهم ازا مو كلهم من مصر، فلازم نقلب على الموجة المصرية شوي

لماذا لا نرضى بما يحدث من حولنا؟
لماذا لا يرضيني ما يحدث من حولنا؟
بالعامية : ليه كل حاجة بتعاكسنا في الدنية دي؟؟

لما يقعد الواحد يفكر في اللي بيحصل حوليه ويشوف نتايج مش كويسة، وأثار سلبية بيتمنى لو اللي حصل ما كان، وبيتمنى لو إن الأمور تغيرت وما حصلش اللي حصل، ومشيت الحياة سعيدة رايئة...
يوم تشوف ولاد بتتخانق على لعبة كورة، ويوم وحدة حاملة شنطتها وموقفة أول تكس وهي بتسب على جوزها ورايحة غضبانة اللي بيت أهلها، ويوم ما تشوف مجموعة شباب بيتخانئو على مزة بتلاغي كل واحد منهم شوية... وحاجات كتيرة تخلي الواحد يتمنى ان الأحداث دي تتغير وتبقى أحسن وأحلى من كده عشان ما يفضلش واحد في الدنية دي زعلان.

تعالو نشوف يوميات الناس، وايه بيعملو، ونتخيل مع بعض ان كل حاجة وحشة حصلت اتقلبت لحاجة جميلة، ايه اللي هيحصل، وايه اللي هيتغير في حياتنا وفي الأيام اللي جاية.

يوم ما يبقى المسكين الصغير محبوس وملوش حول ولا قوة، وهو بطنه أمه، ويسمع أبوه وامه بيتخانقو، وأبوه بيضربو وهوه ملوش زنب غير انو في بطنها اللي توجهتلو لكمة عمية في لحظة شيطان عملت خلاف بين باباه ومامته...


في يومها، صحيت أم حمادة الصبح ولحقت جوزها أبو حمادة على الباب بتفكرو انها عايزة تنزل السوء تشتري حاجات قبل موعد الولادة، وأبو حمادة كعادة الرجال الشرقيين يبدا يتأفف ويتلكك عشان مش فاضي للحاجات دي، وراه شغل أهم من بيته ومراته على قوله بينه وبين نفسه طبعا، ما يستجريش يقولها ئدام أم حمادة أحسن أهلها يجو يولعو فيه، أصلهم صعايدة وما يرضوش لبنتهم انها تتهان في بيت جوزها. ويقفل الباب أبو حمادة وراه ويمشي وأم حمادة يعيني مش أخدت منو جواب أو رد على اللي قالتو لجوزها أبو حمادة.
قعدت ام حمادة زعلانة وبتفكر هتعمل ايه في الموضوع ده، هتشتري الحاجة دي ازاي وايمتى وهي على وش ولادة أصلن، وفي اللحظة دي يجيها الضيف المعهود، خراب البيوت، ويوسوس لها انها تشكيه لأمها القوية، واللي اكيد هتنصحها بحاجة تنفعها في الموقف ده.
وترفع التلفون: ألو، إلحقيني يا ماما أبو حمادة مش راضي يجبلي كمالة حاجات البيبي وانتي عارفة اني على وش ولادة اليومين دول.!
مامتها الحجة ام منصور: اييييييه!! بتقولي ايه يا بت! وليه بسلامتو مش عايز يجبلك حاجات البيبي؟!! يعني هوه كان ابنك لوحدك؟! ولا كان ابن الجيران ميهموش ان لبس ولا ملبسشي!!
- اهئ اهئ اهئ... مش عارفة يا ماما، كل ما فكرتو بالحاجات اللي ناقصة يقوم متنرفز وخارج من البيت من غير ما يقولي أي حاجة. تعبت معاه يا ماما وخايفة يجي البيبي ومعرفش أجبلو حاجة بعد ما أولد على طول.
- انته عبيطة ولا ايه يا بت! متخليكي فتحة ونصحه زي أمك... ايه اللي تستني تجيبي حاجات بعد ما تولدي، الحاجات لازم كلها تكون موجودة وجاهزة أبل الولادة... إنتي تئعدي فسريرك النهاردة وما بتقوميش خالص، وأما يجي سي المحروس جوزك مترديش عليه، خليه يفلفل شوية، وبعدين ما تسكتيش وعلي صوتك واردحيله عشان يجبلك الحاجة، وان تنح وركب راسو خودي شنطتك وتعالي بيت أبوكي، قوليلو بيت أبوي فيه رجالة تعرف تجيب لنا حاجتنا ومش منتظرين حسنتك.
- بس يا ماما أخاف يعاند معايا، وميخلنيش أخرج؟
- لو كنت مخلفة تور كان فهم عليا!! انتي ايه مش بتفكري خالص! أمال الراس دي كلها اللي شايلها فيها ايه؟ بزر بطيخ؟!!
- مهو يماما.......
- جك مو.... اسكتي خالص، اعملي اللي قلتلك عليه، وتيجي عندنا على طول ان مجبلكيش الحاجة اللي انتي عايزاها.

وهنا انتهت المكالمة بين أم منصور وبنتها أم حمادة المنتظر.. فإيه اللي هيحصل بعد كده؟ هنستنا أما يرجع أبو حمادة من شغله عشان نعرف هيحصل ايه في الوصية دي.

وجت الساعة 2:30 ودخل أبو حمادة من الباب بينده على مراتو: يا أم حمادة... يا أم حمادة... انتي فين يا وليه؟... أم حمادة... متردي ولا اتطرشتي يعني..!!
يدخل يلاقي أم حمادة متمدة ع السرير ببطنها الكبيرة وما بتردش عليه، يقوم متنرفز ويشخط فيها ليه ما بتردش عليه، وهي فضلت ساكته، وبعدين حس مفيش فايدة قام بيقولها حطي الأكل خليني أتغدى عشان أئيل شوية،، قامت راده عليه: مش طابخة النهاردة! واستشاط غضبا أبو حمادة زي ما حماتو أم منصور كانت مخططة، وقالها: يعني انتي ايه لزمتك في البيت ده ان مكنتيش تعمليلي الأكل؟ كنتي بتهببي ايه طول النهار وانا تعبان في الشغل؟ قالتلو ببرود: قدم اللي مطلوب منك تلئاني تحت أمرك.
- هوه ايه ده اللي مقدمتهوش، اديني بتعب وبشئى طول النهار عشان تطفحي وتلبسي، واخدت شغل اضافي بعد الضهر عشان حضرتك تصيفي كل سنة في الساحل الشمالي، أنا أقصرت معاكي فحاجة؟ كل ده ومش عاجبك؟ صحيح النسوان جنس أكال نكار...!
- وحاجة البيبي دي مين اللي هيجبها؟ أقول لعم اسماعيل البواب اني على وش ولادة وعايزة حاجات البيبي يقوم هوه يتكفل بكل المصاريف نيابة عنك يا أبو حمادة؟!
- هي حصلت بتتريئي كمان، وانتي ايه حكايتك مع الطلبات دي، آدي أمي ما عمرهاش طلبت كل الحاجات دي قبل ولادتها في اي من خواتي الصغيرين، اشمعني انتي تطلبي كل ده...!!
- الزمان غير الزمان، وبعدين ان كانت أمك مبتعرفش تجهز لقدوم مولودها فأنا وأمي نعرف الأصول ونعرف نجهز كل حاجة....
وما كملتش، كادتها اللبطة فنص بطنها اللي كلها حمادة المسكين على غفلة، وأم حمادة تبعت أوي بعد اللبطة الجامدة دي، واتصلت بأمها وقالتلها تيجي تلحقها تاخدها المستشفى عشان عندها نزيف، وأبو حمادة بسلامتو وبكل برود خد بعضو وراح يتغدى في حته بعيدة عن البيت عشان يريح من نئ مراتو أم حمادة.
وفي المستشفى اضطرو لولادة مبكرة بسبب النزيف اللي حصل على اثر الضربة،، والجنين مكنش كويس، حطوه تحت الملاحظة عشان ما يجرلوش حاجة. مسكين يا حمادة، أول يوم ليك في دنيتنا تدخل غرفة العناية، ويتحطلك أجهزة وحاجات مكنش ليها لزوم لو أمك وأبوك كانو متفاهمين ومعملوش الزيطة دي اللي قلبت بخناق وضرب.