((((أطوار الثورة السورية الثلاثة))))))
أسلمة السلاح والثورة.
انسلت نداءات #الحرية من تحت أظفار أطفال درعا لتشق عباب الجمود والخوف الإستبدادي شرقا وشمالا وغربا وجنوبا في الوطن السوري, حيث بقيت مدة شهرين أو ثلاثة تنادي بالكرامة والحرية ورفض سياسة الأمن والإستخبارات والطوارئ ..
حتى كثر القتل والإعتقال من نظام حقير دنيء, فانتقلت الهتافات بطرف خفي للمناداة بإسقاطه ..
كانت هذه أول وأجمل وأرقى وأعذب مراحل الثورة السورية , ومن لم يحضرها فقد خسر خيرا كثيرا كبيرا , وكان للسابقين الأولين من النشطاء والمتظاهرين فضلا سيرسمه التاريخ بأحرف من سمو ورفعة ..
كثرت الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري حتى أعلن الشهيد الحي #حسين_هرموش تأسيس أول نواة لما يسمى بالجيش السوري الحر الذي يحوي ضباطا يتولون مع من رأى أن الصوت يحتاج لقوة تحميه من المدنيين مهمة حماية المظاهرات السلمية من الأمن والشبيحة الذين كثر عددهم وفاق شرهم كل توقع ..
ومع ازدياد عنجهية النظام الأسدي المجرم ونزول الجيش العربي السوري للشوارع ومحاصرة المدن والقرى وخنق كل صوت وتظاهرة سلمية..
تغيرت رويدا رويدا الثورة السلمية وانسلخت غصبا وكرها من طورها السلمي إلى طور جديد شعاره : لا خيار أمامنا , إما أن نموت أن ندافع عن أنفسنا .
كم رددها أبو فرات تقبله الله شهيدا, وكم صدح بها قادة الكتائب الولاّدَة , فما تكاد تغيب شمس يوم إلا ونسمع خبر انشقاقات وتأسيس مجاميع وكتائب وفصائل ليعلن بعد ذلك الثوار رسميا انتقال الثورة السورية إلى العسكرة مع تغيير علم الثورة ليستغرق بعدها جميع الحراك الثوري العسكري والسلمي والسياسي ..
بهذه المرحلة امتزجت الثورة بصفاء المعدن مع سوء التصرف واستسهال السلاح وطفولية الاستراتيجية العسكرية ..
لا شك أن أغلب السوريين لم يتمنوا ذلك , ولكن سببين حالا دون وقف العسكرة :
الأول : زيادة قمع النظام لشعبه واستشراسه ولا إنسانيته وخوضه في اللامعقول من تصرفات طائفية وتعذيبات يكاد لهول سماعها يشيب سواد شعر الغلمان .
الثاني: اعتقال أغلب نشطاء الحراك السلمي أو نفيهم أو محاصرتهم حتى كان صوت (مابدنا سلمية) هو الأعلى , مع تقدم عوائل وأسر سورية فقدت بعضا من شبابها الثائر على يد النظام لتحمل السلاح .
ومما لا شك فيه أيضا أن السلاح ضريبته كبيرة وخطيرة خصوصا مع نظام لا يجيد إلا لغة الدم والقتل والإرهاب , فكان أن حصل دمار وقتل وتشريد وازداد اللجوء والهرب من ويلات حرب باتت تكبر يوما بعد يوم ..
إلى أن بدأت الفصائل تتهذب وتستوي وتتعلم وتزداد خبرة في محورين:
الأول: الفكر والأيدلوجيا الثورية.
والثاني: ثالوث: (الدعم) (السلاح) (المقاتلين).
استقال هنا صنفان من الثورة, أو لنقل أنهم ثوار مع وقف التنفيذ :
الصنف الأول: المسيحيون والعلويون والدروز والكرد..
الصنف الثاني: بعض النشطاء السلميون ودعاة الحراك المدني والعلمانيون من غير المجلس الوطني والإئتلاف.
فبقيت الساحة مفتوحة أمام فصيل واحد من الشعب السوري وهم الغالبية السنية المسلمة .
فكان أن أصبح المسلحون من طرف واحد خالص تقريبا وهم السنة السوريون , حتى بدا شعارات وأسماء الكتائب والتنظيمات دالة على التراث والدين والمذهب فاصطبغت الفصائل كلها بغير استثناء بالصبغة الإسلامية , حتى بما صار يعرف بالجيش السوري الحر, كل كتائبه المعروفة والكبيرة تقر بأنها اسلامية معتدلة ..
على أن هناك فصيلا ثالثا غير المجاهدين والنظام حمل السلاح , وهم الكرد السوريون , الذين لا يمثلون اي وجهة من طرفي النزاع وإن دخل في كثير من الأوقات مع نزاعات دموية مع المجاهدين أو بعضهم لأسباب ليس المقام هنا التكلم فيها ..!
وهنا بات الطور الثالث للثورة السورية في طور الإكتمال , وهو الطور الإسلامي , أو ما يسميه العلمانيون #الأسلمة , والذي كان من أهم اسباب وجوده ما يلي :
أولا: ابتعاد غير أهل السنة عن حمل السلاح .
ثانيا: زيادة القتل والدم وتوحش النظام وطائفيته وتعمد استهداف أهل السنة بالخصوص والإساءة لهم إن بالاعتقالات أو بالجيش أو بالمراكزالحكومية , فلقد كان معي بالأمن السياسي بإدلب شاب من سرمين إسمه #معاوية لأجل اسمه فقط عُذب وأهين اهانة تكفي لتتقد نار الضغينة والحقد الطائفي ضد العلوية .!!.
ثالثا: الخوف والمجاعات والحرب وغيرها من الحالات التي تزيد ادرينالين التدين لدى اي أمة .
رابعا: تخلي العالم كله عن المسلحين ليكون المشايخ والعلماء والمتدينون والجماعات الإسلامية هم وحدهم من يدعم حق الدعم للكتائب والمجموعات, وإن كان لا يرقى للمستوى المطلوب , مما أفرز هالة فكرية ووجدانية أعلت الرابط الديني على أي رابط , وصفّا المسلحين أو غالبيتهم من كل شائبة ليست إسلامية وسنية ..
كان لهذه الأسباب وغيرها أكبر عامل ودافع نحو أسلمة السلاح حتى ترسخ هذا الطور الثالث بتأسيس #الجبهة_الإسلامية_السورية التي تضم ما يربو عن المائة ألف مقاتل وتضم اقوى وأغلب الفصائل المقاتلة لتجعلهم ضمن بوتقة واحدة إن قيض الله لها الحياة فسنرى تغييرا كبيرا على كل الأصعدة السورية: السياسية والداخلية والجهادية والدولية ..
هذه الأطوار الثلاثة التي مرت ثورتنا بها غيّرت وستغير كثيرا من مفاهيم وايدلوجيات بالمنطقة , لا شك أن ضرورة التعامل مع الطور الأخير الذي كثيرا ما تخوف الغرب والعلمانيون والمدنيون منه بات أمرا واقعا لا مفر منه وبالتالي سيحمل ذلك تبعات على الجبهة والمجاهدين في سير العمل الجهادي في كيفية التعامل مع واقع سوري ذو فسيفساء حطّمها النظام وفي رسم بديل لا يدري أحد هل هو ناحج أو فاشل , وفي تعامل مع المجتمع الدولي والعالم ومدى قابلية التطور بالمفاهيم الجهادية من حالة الفصلنة إلى حالة القوة التى لا يمكن إنكارها .. هذا من جهة ,
ومن جهة أخرى سيحمل تبعات على الغرب الذي ينكر التعامل مع الإسلاميين كما العلمانيين ايضا .
كما سيحمل تبعات على الجماعات الإسلامية التي ربما كان لها استراتيجية خاصة قد تختلف مع الجبهة الإسلامية السورية ..
كما سيحمل تبعات على المجاهدين الغير سوريين وكيفية التعامل معهم..
كما سيحمل تبعات على موقف الدول السنية ودولة ولاية الفقيه في احتواء هذا الإحتقان المذهبس أو اذكاءه ..
وهذا سيحتاج لمزيد تفصيل وبيان حيث سيكون للطور الثالث مقال ربما سيطول نظرا لأهميته أسأل الله أن يهيء لي الوقت لذلك .
جمعة محمد لهيب
عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية
أسلمة السلاح والثورة.
انسلت نداءات #الحرية من تحت أظفار أطفال درعا لتشق عباب الجمود والخوف الإستبدادي شرقا وشمالا وغربا وجنوبا في الوطن السوري, حيث بقيت مدة شهرين أو ثلاثة تنادي بالكرامة والحرية ورفض سياسة الأمن والإستخبارات والطوارئ ..
حتى كثر القتل والإعتقال من نظام حقير دنيء, فانتقلت الهتافات بطرف خفي للمناداة بإسقاطه ..
كانت هذه أول وأجمل وأرقى وأعذب مراحل الثورة السورية , ومن لم يحضرها فقد خسر خيرا كثيرا كبيرا , وكان للسابقين الأولين من النشطاء والمتظاهرين فضلا سيرسمه التاريخ بأحرف من سمو ورفعة ..
كثرت الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري حتى أعلن الشهيد الحي #حسين_هرموش تأسيس أول نواة لما يسمى بالجيش السوري الحر الذي يحوي ضباطا يتولون مع من رأى أن الصوت يحتاج لقوة تحميه من المدنيين مهمة حماية المظاهرات السلمية من الأمن والشبيحة الذين كثر عددهم وفاق شرهم كل توقع ..
ومع ازدياد عنجهية النظام الأسدي المجرم ونزول الجيش العربي السوري للشوارع ومحاصرة المدن والقرى وخنق كل صوت وتظاهرة سلمية..
تغيرت رويدا رويدا الثورة السلمية وانسلخت غصبا وكرها من طورها السلمي إلى طور جديد شعاره : لا خيار أمامنا , إما أن نموت أن ندافع عن أنفسنا .
كم رددها أبو فرات تقبله الله شهيدا, وكم صدح بها قادة الكتائب الولاّدَة , فما تكاد تغيب شمس يوم إلا ونسمع خبر انشقاقات وتأسيس مجاميع وكتائب وفصائل ليعلن بعد ذلك الثوار رسميا انتقال الثورة السورية إلى العسكرة مع تغيير علم الثورة ليستغرق بعدها جميع الحراك الثوري العسكري والسلمي والسياسي ..
بهذه المرحلة امتزجت الثورة بصفاء المعدن مع سوء التصرف واستسهال السلاح وطفولية الاستراتيجية العسكرية ..
لا شك أن أغلب السوريين لم يتمنوا ذلك , ولكن سببين حالا دون وقف العسكرة :
الأول : زيادة قمع النظام لشعبه واستشراسه ولا إنسانيته وخوضه في اللامعقول من تصرفات طائفية وتعذيبات يكاد لهول سماعها يشيب سواد شعر الغلمان .
الثاني: اعتقال أغلب نشطاء الحراك السلمي أو نفيهم أو محاصرتهم حتى كان صوت (مابدنا سلمية) هو الأعلى , مع تقدم عوائل وأسر سورية فقدت بعضا من شبابها الثائر على يد النظام لتحمل السلاح .
ومما لا شك فيه أيضا أن السلاح ضريبته كبيرة وخطيرة خصوصا مع نظام لا يجيد إلا لغة الدم والقتل والإرهاب , فكان أن حصل دمار وقتل وتشريد وازداد اللجوء والهرب من ويلات حرب باتت تكبر يوما بعد يوم ..
إلى أن بدأت الفصائل تتهذب وتستوي وتتعلم وتزداد خبرة في محورين:
الأول: الفكر والأيدلوجيا الثورية.
والثاني: ثالوث: (الدعم) (السلاح) (المقاتلين).
استقال هنا صنفان من الثورة, أو لنقل أنهم ثوار مع وقف التنفيذ :
الصنف الأول: المسيحيون والعلويون والدروز والكرد..
الصنف الثاني: بعض النشطاء السلميون ودعاة الحراك المدني والعلمانيون من غير المجلس الوطني والإئتلاف.
فبقيت الساحة مفتوحة أمام فصيل واحد من الشعب السوري وهم الغالبية السنية المسلمة .
فكان أن أصبح المسلحون من طرف واحد خالص تقريبا وهم السنة السوريون , حتى بدا شعارات وأسماء الكتائب والتنظيمات دالة على التراث والدين والمذهب فاصطبغت الفصائل كلها بغير استثناء بالصبغة الإسلامية , حتى بما صار يعرف بالجيش السوري الحر, كل كتائبه المعروفة والكبيرة تقر بأنها اسلامية معتدلة ..
على أن هناك فصيلا ثالثا غير المجاهدين والنظام حمل السلاح , وهم الكرد السوريون , الذين لا يمثلون اي وجهة من طرفي النزاع وإن دخل في كثير من الأوقات مع نزاعات دموية مع المجاهدين أو بعضهم لأسباب ليس المقام هنا التكلم فيها ..!
وهنا بات الطور الثالث للثورة السورية في طور الإكتمال , وهو الطور الإسلامي , أو ما يسميه العلمانيون #الأسلمة , والذي كان من أهم اسباب وجوده ما يلي :
أولا: ابتعاد غير أهل السنة عن حمل السلاح .
ثانيا: زيادة القتل والدم وتوحش النظام وطائفيته وتعمد استهداف أهل السنة بالخصوص والإساءة لهم إن بالاعتقالات أو بالجيش أو بالمراكزالحكومية , فلقد كان معي بالأمن السياسي بإدلب شاب من سرمين إسمه #معاوية لأجل اسمه فقط عُذب وأهين اهانة تكفي لتتقد نار الضغينة والحقد الطائفي ضد العلوية .!!.
ثالثا: الخوف والمجاعات والحرب وغيرها من الحالات التي تزيد ادرينالين التدين لدى اي أمة .
رابعا: تخلي العالم كله عن المسلحين ليكون المشايخ والعلماء والمتدينون والجماعات الإسلامية هم وحدهم من يدعم حق الدعم للكتائب والمجموعات, وإن كان لا يرقى للمستوى المطلوب , مما أفرز هالة فكرية ووجدانية أعلت الرابط الديني على أي رابط , وصفّا المسلحين أو غالبيتهم من كل شائبة ليست إسلامية وسنية ..
كان لهذه الأسباب وغيرها أكبر عامل ودافع نحو أسلمة السلاح حتى ترسخ هذا الطور الثالث بتأسيس #الجبهة_الإسلامية_السورية التي تضم ما يربو عن المائة ألف مقاتل وتضم اقوى وأغلب الفصائل المقاتلة لتجعلهم ضمن بوتقة واحدة إن قيض الله لها الحياة فسنرى تغييرا كبيرا على كل الأصعدة السورية: السياسية والداخلية والجهادية والدولية ..
هذه الأطوار الثلاثة التي مرت ثورتنا بها غيّرت وستغير كثيرا من مفاهيم وايدلوجيات بالمنطقة , لا شك أن ضرورة التعامل مع الطور الأخير الذي كثيرا ما تخوف الغرب والعلمانيون والمدنيون منه بات أمرا واقعا لا مفر منه وبالتالي سيحمل ذلك تبعات على الجبهة والمجاهدين في سير العمل الجهادي في كيفية التعامل مع واقع سوري ذو فسيفساء حطّمها النظام وفي رسم بديل لا يدري أحد هل هو ناحج أو فاشل , وفي تعامل مع المجتمع الدولي والعالم ومدى قابلية التطور بالمفاهيم الجهادية من حالة الفصلنة إلى حالة القوة التى لا يمكن إنكارها .. هذا من جهة ,
ومن جهة أخرى سيحمل تبعات على الغرب الذي ينكر التعامل مع الإسلاميين كما العلمانيين ايضا .
كما سيحمل تبعات على الجماعات الإسلامية التي ربما كان لها استراتيجية خاصة قد تختلف مع الجبهة الإسلامية السورية ..
كما سيحمل تبعات على المجاهدين الغير سوريين وكيفية التعامل معهم..
كما سيحمل تبعات على موقف الدول السنية ودولة ولاية الفقيه في احتواء هذا الإحتقان المذهبس أو اذكاءه ..
وهذا سيحتاج لمزيد تفصيل وبيان حيث سيكون للطور الثالث مقال ربما سيطول نظرا لأهميته أسأل الله أن يهيء لي الوقت لذلك .
جمعة محمد لهيب
عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap