(((((المشاريع الاستراتيجية في سورية))))

(((((المشاريع الاستراتيجية في سورية))))

لاشك أن الذي يستغرق وقته في البحث عن التفاصيل لا يرى دفة القيادة ابدا ..
المشاريع الاستراتيجية مهمتها قيادة الحافلة وليس الاهتمام بمافيها .
في سورية كان هناك مشروع وحيد نسير فيه ولا ندري . كان المتوقع أن تكون سنة 2060م سنة الاحتفال بتشييع آخر سني في سورية ..
المشروع الايراني وهو مايزال ممكنا ومتاحا اذا نجحت ابران بالانتصار على الثورة هو الذي تراهن عليه روسيا علنا وأمريكا سرا .
غير صحيح أن ايران ممكن أن تتنازل عن سورية ببساطة فلو اضطرت لتعلنها حربا عالمية لفعلت .
ايران من غير سورية دولة فاشلة لدرجة انه قد يتغير نظامها كله اذا فشلت بانتزاعها .
أهمية ايران انها العصا التي تلتهي بها الثورات ومفرزاتها عن اسرائيل . وسورية هي محط القدم الأهم لها بالاضافة لليمن والبحرين في المنطقة .

المشروع الثاني هو التفتيت والتفسيم والامارات السلفية الجهادية بالأضافة لدولة كردية واخرى علوية مسيحية ..
يكمن الحجر الأساس لهذا المشروع بالجماعات الجهادية السلفية بالتحديد الحالمة بعودة الخلافة بالقوة فقط . والتي ستكون محكومة بخيوط رفيعة يسيرها من بعيد مراكز استخبارات متنوعة تسعى لجعلها حماعات دائمة القتال لنفسها من خلال تصفية المخلصين بداخلها أولا . وباستجلاب عدو من طينتها ولكنه خارج عنها ثانيا . والغرق في تفصيلات فصائلية لن تغني ولن تجدي ثالثا.
هذا المشروع هو الذي يسعى له بعض العرب وبعض ساسة الغرب أيضا . ولن يكون ممنوعا الاجماع عليه في حال فشل المشروع الايراني .

المشروع الثالث يكمن بالديمقراطية الاسلامية . وعندما أقول -الاسلامية - اقصد بها الجماعات الاسلامية التي لايمكن للديمقراطية بالمنطقة أن تقوم لولاها ..
هذا المشروع يؤمن انه اذا اعطي الشعب السوري حريته فلن يختار سوى الاسلام منهجا ووحدة سورية ممسكا وتعايش الأغلبية مع الاقليات ثالثا ..
من يسعى لتقوية هذا المشروع تركيا وقطر وتونس من خلال دعم الاخوان . اكبر جماعة اسلامية لها نفوذ بالعسكرة والسياسة ..
يبقى هناك نقطتين لابد من جلائهما :
1- من ينظر للجزئيات لا يستطيع أن يفهم خقيقة هذه المشاريع . فعندما كنا نحذر من داعش كان البعض ينظر لجاره الداعشي المؤمن فيعمم توصيفه بان داعش جيدة وليس ذلك الحق.
2-الدول الخليجية للأسف لا مشروع لها ابدا سوى الحفاظ على العروش ولو تحرك بعض المسؤولين ميمنة وميسرة ..
لنفقه محط اقدامنا ولنحسن اختيار مشروع يوافقنا .

أ. جمعة محمد لهيب
عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية