الحرية

الحرية
الركيزة الثانية من ركائز بناء الدولة الإسلامية
الحرية لغة
الحر بالضم: نقيض العبد والجمع أحرار، والحرة نقيض الأمة والجمع حرائر ،والحر تطلق على الخلوص من العبودية فيقال هو حر أي غير مُسترق، وتطلق على الخلوص من القيد والأسر، وأخرى يراد بها الرضا والاختيار، فيقال فلان حر في تصرفاته أي غير مكره، كما أنها تطلق على تخليص النفس من الأوهام والخرافات، كما يقال: فلان متحرر من الأوهام والحر هو الكريم من كل شيء أي خياره واعتقه وطيبه، يقال فرس حر أي عتيق الأصل، وطين حر أي لا رمل فيه، و حر الأرض أطيبها، وأرض حرة لا رمل فيها، ورملة لا طين فيها، وحرية القوم أشرافهم هو من حرية قومه أي من أشرفهم
معنى الحرية
الحرية : هي أن تصدر قراراتنا عن فطرتنا النقية السوية ، وعن قلوبنا الصافية السليمة الرحيمة ، وعن عقولنا غير المقيدة بأسر الشبهات، والأوهام، والآراء المنحرفة، والموروثات المحرفة ، وعن نفوسنا الخالصة من كل شهوة ورغبة وإغراء
والحرية: أن تكون أفكارنا وأقوالنا وأعمالنا غير خاضعة لعبودية أحد غير الله، وغير واقعة تحت الخوف والإجبار، وغير متأثرة بمذهب فاسد أو شبهة، وغير مقيدة بشهوة.
والحرية: التخلص من أي شي يعيقنا عن الحقيقة والإيمان بها والعمل بها.
_ يوصف الحر بصفاء ونقاء فطرته، وصفاء واستقلال عقله وتفكير، واستقامة وعفة نفسه، أفعاله صادرة عن ذاته، غير مقيدة ولا متأثرة بأراء منحرفة، ولا شهوة ولا شبهة، لا تسيطر على عقله فكرة جامدة، ولا تستعبده شهوة زائلة، ولا ينجر ولا يستمع إلى وسوسة شيطان، عقله مستنير منصف، يقول الحق ولو كان مرا .
وقد قيل : (( الحر إذا وعد وفى، وإذا أعان كفى ، وإذا ملك عفى)).

مفهوم الحرية
منذ خلق الله الإنسان ركز في أعماقه، وفطره على أصول، ومعايير الخير والشر، والعدل والظلم، وأعطاه حرية الاختيار والتصرف أمانة، فإذا اختار الحق، فقد صان الأمانة، وان اختار الظلم، فقد خان الأمانة.
قال الله تعالى إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما ).
الأمانة: حرية الاختيار والتصرف.
حملها الإنسان: حمل أمانة الحرية.
انه كان ظلوما: فان ضيع الأمانة فسيؤدي ذلك إلى الأذى والظلم المتكرر لنفسه ولغيره.
جهولا: بما يؤدي من تضييع الأمانة من الشر، لنفسه أولا، ولكل شي من حوله.
ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات:فكل من يخون الأمانة، إما أن يكون منافقا أو مشركا، إلا من أخطأ عن غير عمد أو غلبته نفس فاستغفر وتاب واقلع، (ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما ).


_ عندما يحفظ الإنسان الأمانة، ويحق الحق، ويعدل، يوافق فطرته، ومتى يتعدى، ويظلم يخالف فطرته ، ويخون أمانته . من هنا ترى الذي يتحرى الخير، ولا يتعدى على الغير، في حالة نفسية مستقرة، والذي يعمل الشر، ويتعدى على البشر، وغير البشر، معذب من فطرته التي خالفها، ومن دنياه التي آثرها، وينتظره وعد الله في آخرته التي تناساها، كل ذلك لأنه ضيع الأمانة، التي تعهد لله أن يصونها ويحفظها.
_وعندما يفقد الإنسان الحرية، ويستعبد لأي شي، يصبح أسير وعبد له، فإذا وقع الإنسان تحت عبودية وأسر الهوى والشهوات، تدفعه هذه التي وقع تحت أسرها وقيدها، إلى الجري وراءها لاهثا، فيخون الأمانة، ويضع جميع القيم تحت قدمه، للوصول إلى شهواته، فيظلم ويتعدى على حقوق الناس.
لذلك تعجبت، هند بنت عتبة، عندما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني )). قالت أو تزني الحرة.
- عبودية الشهوات، تؤدي إلى مجتمع متشاحن، متباغض، كل فرد يتربص بالآخر شر الدوائر، الحياة فيه كغابة ذئاب، لا رحمة، يفترس فيها القوي الضعيف.
قال الله تعالى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة).
وقال إن الشرك لظلم عظيم)
قال: رسول الله  ((تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة)).
وقال الله تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) وقال: ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ).
وقال: (فلا تدع مع الله إلها ءاخر فتكون من المعذبين ).
وقال: ( لا تجعل مع الله إلها ءاخر فتقعد مذموما مخذولا).
وقال : (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار).
الفرق بين عبادة الله الخالق وعبادة المخلوق
- ومنذ خلق الله الإنسان، ألقى في قلبه وأشهده على نفسه، أنه خالقه ومربيه، وحذره، بأن لا يكون عبدا لغيره .قال الله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بنى ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنآ أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين).
معنى العبودية والعبادة
نفس معبدة، سهلة الانقياد، فعندما يكون الإنسان عبدا لله يسهل أن يتلقى أوامره ونواهيه التي فيها الصلاح والسعادة. فان الله لا يأمر إلا بالحق، إن العبودية لله مصلحة لنا، ليس فيها نفع لله سبحانه، بل نفعها لنا نحن البشر، عن النبي صلي الله علية وسلم ، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال : (( يا عبادي : إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعـلته بيـنكم محرما ؛ فلا تـظـالـمـوا.
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهد أهدكم .
يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم.
يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم .
يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فأستغفروني أغفر لكم .
يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا .
يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا .
يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .
يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)).
رواه مسلم.
إن خالقنا يأمرنا لمصلحتنا ولسعادتنا، يأمر بالعدل والإحسان، وعدم الظلم. قال الله تعالى: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون).
وقال: ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به ).
وقال: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق).
إن جميع أوامر الله ونواهيه تصب في مصلحتنا ونفعنا, فالله الذي خلقنا، يعلم ما ينفعنا، وما يصلح لنا. قال الله تعالى ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
وعندما يصبح الإنسان عبدا لشهواته، يسهل أن يتلقى أوامر نفسه الأمارة بالسوء، لتلبية متطلبات الشهوات المحرمة، من ظلم وتعدي وجور وانتهاك لحرمات الله. إذا أصبح الإنسان عبد للمخلوق، فالمخلوق يأمر لنفعه ولمصلحته. فمثلا: إذا كان عبد لملك من ملوك الدنيا أو لرئيس ، يأمره بقتل المعارضين لحكمه، ليثبت أركان بطشه وظلمه، وإذا كان عبد لامرأة، أمرته وطلبت منه، الذهب والدور والقصور، فقد يرتكب عظائم الأمور ليلبي طلب معبودته، ويبقى يلهث وراء شهواته حتى يزور القبور.
قال الله تعالى: ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ).


أنواع الحرية

يتبع إن شاء الله

جزاك الله خيرا ووفقك لما يحبه ويرضاه

جزاك الله خيرا
الله لا يقيد حرية الانسان في الاعتقاد والتصرف
والبعض يقيد حتى حرية التفكير
يريدنا أن نفكربما يفكر ونعمل بتفكيره كأننا من الدواب أجلكم الله
وشكرا أخ الهيثمي على طرحك القيم

وجزاكم لله خيرا ووفقكم