منتديات طلاب جامعة الإمام الأوزاعي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى خاص لمتخرجي وطلاب جامعة الإمام الأوزاعي , ومنبرٌ للتعبير عن أرائهم , وصالةٌ للتعارف فيما بينهم

انتباه لكل الأعضاء : يجب بعد التسجيل الرجوع إلى بريدك وإيميلك للتفعيل , فبغير التفعيل من الإيميل لا تستطيع الدخول لمنتداك وإذا كان بريدك الهوتميل أو الياهو فقد تجد الرسالة بالبريد المزعج             نعتذر عن أي اعلان في أعلى وأسفل الصفحة الرئيسية فلا علاقة لنا به               يُرجى من جميع الأعضاء المشاركة والتفاعل في هذا المنتدى لأنه يُعد بحق مكانا للدعوة والإرشاد                شارك ولو بموضوع ينفعك في دراستك وفي دنياك وفي أخراك                 كوّن أصدقائك في كليتك وفي سنتك وليكن المنتدى هو بيتك الثاني وليكن الطلاب هم أصدقائك وإخوتك              استفد ... وساعد ... واكتب ... وارتق بنفسك وبمن حولك فقد صار لك مجال للتعبير والتبيين والدعوة             لا تخف من الخطأ في الكتابة .. بيّن بحرية مطلقة وجرأة طالب العلم واعلم بأن هناك من يقرأ لك وسيوجهوك للصواب                   لا تكن عالة وضعيف الهمة .. فالانترنت أصبح اليوم من ضروريات الحياة والعلم ..              هيا نحن بانتظار مشاركاتك ولو بالإسبوع مقالا وموضوعا أو ردا على مساهمة .             

الصفحة الرسمية للجامعة على الفيس بوك

المواضيع الأخيرة

» مين بساعدني
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR

» اقتراحات ونقاشات
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra

» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم

» أسئلة سنوات سابقة
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية

»  النظم السياسية
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية

» اسئلة الدورات
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس

» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas

» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن

» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن

» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء

» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالسبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah

» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن

» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد

» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap

» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ I_icon_minitimeالأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap

هااااااااااااام لجميع الأعضاء

 

الرجاء من جميع الأعضاء
كتابة كل موضوع بقسمه المحدد وشكرا

2 مشترك

    مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟

    جمعة محمد لهيب
    جمعة محمد لهيب
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    الهاتف دوليا : 96176920998
    الكلية : ماجستير دراسات اسلامية
    طالب أو ضيف : مدير المنتدى
    السنة الدراسية : ماجستير
    الجنس : ذكر العمر : 38
    نقاط : 8670
    تاريخ التسجيل : 24/02/2008

    مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ Empty مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟

    مُساهمة من طرف جمعة محمد لهيب الأحد يوليو 24, 2011 12:44 am

    مقدمة

    الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع (منهاج الإسلام) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله أرسله ربه بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ففتح به الله برسالته أعيناً عمياً وآذاناً صما وقلوباً غلفا، وعلم به الناس من جهالة وهداهم من ضلالة وأحياهم من موات وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وعلى آله وصحابته، وأحينا اللهم على سنته، وأمتنا على ملته، واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد،،،،



    فيا أيها الأخوة المسلمون...

    إلى أعلى




    ما المراد بالإصلاح

    حيثما يممت وجهك في أي بلد من بلاد الإسلام وجدت الناس يتحدثون عن أمر مهم، يدعون

    لابد أن نتدرج في الإصلاح بشرط أن يكون أمامنا خطة مرسومة أما أن يقول بعض الناس نتدرج ولا يتدرجون هذا ليس تدريجاً وإنما هو التمويت
    إليه وينادون به، إنه الإصلاح، الصحف تتحدث عن الإصلاح والإذاعة والتلفاز وأجهزة الإعلام تتحدث عن الإصلاح، العلماء والمعلمون والمربون والمفكرون يتحدثون عن الإصلاح، جمعيات تتكون تحت عنوان الإصلاح، أحزاب تنشأ باسم الإصلاح، حوارات وندوات ومؤتمرات تعقد كلها من أجل الإصلاح، فما هذا الإصلاح؟ ما المراد من الإصلاح الذي ينادي به الجميع؟ حتى الأمريكان الذين يتحكمون في مصائر العالم يطالبوننا بالإصلاح، يدعوننا إلى الإصلاح. لابد إذن أن نعرف ما المراد بالإصلاح الذي ننادي به نحن وينادي به غيرنا، قوى الداخل والخارج تطالب بالإصلاح، فهل هناك شيء اسمه الإصلاح وهل هناك حاجة إلى الإصلاح؟ وما هذا الإصلاح؟ وما أهدافه؟ وما شروطه؟ وما مجالاته؟ هذا ما نودّ أن نتحدث عنه في خطبتنا اليوم.




    الإصلاح: أن تحول الشيء الفاسد إلى شيء صالح، أو تحول الإنسان الفاسد إلى إنسان صالح، أو المجتمع الفاسد إلى مجتمع صالح، أو الأمة الفاسدة إلى أمة صالحة، هذا هو الإصلاح، ولهذا نرحب نحن بالإصلاح بوصفنا مسلمين نحب الإصلاح ونكره الإفساد والله عز وجل لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين ولا يصلح عمل المفسدين ويعاقب المفسدين وينزل عليهم نقمه حتى إن بني إسرائيل حينما أفسدوا في الأرض مرتين سلط الله عليهم من يقهرهم ويذلهم ويجوس خلال ديارهم وكلما عادوا إلى الإفساد عاد الله عليهم بالعقوبة (وإن عدتم عدنا).

    إلى أعلى


    الفساد السياسي

    الإسلام يكره الفساد والإفساد، والقرآن الكريم لمن يقرأه ويتأمله ذكر أنواعاً من الإفساد، هناك الإفساد السياسي، كذلك الذي قام به فرعون حينما قهر طائفة من رعيته استذلهم وحرمهم حقوقهم الفطرية، (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين) هذا إفساد سياسي، ومثل هذا الإفساد السياسي ما يقوم به بعض الناس من خداع للجماهير، لخدمة السلطة، كالذي يفعله المستأجرون من الصحفيين والإعلاميين، الأبواق المستأجرة، كالذي كان يقوم به سحرة فرعون قبل أن يؤمنوا، وقد قال لهم موسى (ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)، ومن الإفساد السياسي ما يقوم به الاستعمار حينما يدخل بلداً فيذل العباد ويفسد البلاد، كما أشار القرآن إلى ذلك على لسان ملكة سبأ (قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها..) – أي إذا دخلوها فاتحين – (..وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)، هذا إفساد سياسي

    إلى أعلى


    إفساد إقتصادي

    وهناك إفساد اقتصادي أشار إليه القرآن كالذي كان يفعله أهل مدين وأصحاب الأيكة، الذين أرسل إليهم شعيب وقال لهم أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين، هذا إفساد اقتصادي، أن يتصرف الناس في المال بما لا يتفق مع القيم الأخلاقية والمصلحة الاجتماعية كما قالت قوم قارون لقارون (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) أي لا تبطر بمالك (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض)، لا تبغ الفساد في الأرض بمالك، لا تجعل مالك وسيلة للفساد والإفساد، (لا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين).

    إلى أعلى


    إفساد أخلاقي

    هناك إفساد أخلاقي كالذي قام به قوم لوط حينما قلبوا الفطرة واتخذوا الذكور محلاً للشهوة وقال

    الأمريكان يريدوننا أمة مستأنسة، يقال لها فتسمع، أمة منزوعة السلاح، مكسورة الجناح، لا تستطيع أن تدافع عن نفسها، أمة تسير في ركاب الآخرين
    لهم (أتأتون الذكران من العالمين، وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون)، هؤلاء الناس الذين أتوا الفاحشة هذه ما سبقكم بها من أحد من العالمين، فاستحقوا نقمة الله، قال لهم لوط (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين، قال رب انصرني على القوم المفسدين)، وأي فساد أشد من هذا الفساد.




    ومن الفساد الأخلاقي أن يعيش الإنسان بشخصية مزدوجة له وجهان وله لسانان، وجه يقابل به جماعة ووجه آخر يقابل به غيرهم، لسان لهؤلاء ولسان لهؤلاء، مذبذبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض) هذا شأن المنافقين سوس المجتمع (قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).



    هناك فساد أخلاقي وهناك فساد اجتماعي، إشاعة فساد ذات البين، تقطيع الروابط بين الناس، كالذين قال الله فيهم (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون)، ويقول (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم).

    إلى أعلى


    أنواع كثيرة من الإفساد

    هناك أنواع كثيرة من الإفساد، الإفساد البيئي، أن يفسد الله الأرض التي خلقها الله له ليستنفع بخيراتها وينتفع بطيباتها، فيلوثها بالملوثات المختلفة ويفسد مكوناتها من الأرض والنبات والهواء والماء والحيوان والإنسان، والله تعالى يقول (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) أي بعد أن أصلحها الله وهيأها لكم لتمشوا في مناكبها وتأكلوا من رزقه، هذا كله من الإفساد في الأرض.



    هناك الإفساد الأمني، إشاعة الجرائم وإخافة السبيل بالسرقة الصغرى أو السرقة الكبرى التي يسمونها الحرابة وقطع الطريق، (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا .. ) إلى آخر الآية، هذا نوع من الفساد في أمن الناس وهذا ما كان يقوم به اليهود (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً)، والذي كان يقوم به يأجوج ومأجوج (إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض) كل هذه أنواع من الإفسادات ذكرها القرآن الكريم وأنكر على أصحابها (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد).



    ولذلك نحن المسلمين نكره الفساد، والإفساد والمفسدين، (الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) كما قال صالح لقومه (فاتقوا الله وأطيعون، ولا تطيعوا أمر المسرفين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون)، نحب الصلاح والإصلاح ونكره الفساد والإفساد، ولهذا فنحن أول من يستجيب لدعوة الإصلاح، يجب أن نصلح من أنفسنا، ولا يجوز أن نبقى على حالة الفساد التي نحن فيها.

    إلى أعلى


    السر وراء التنادي بالإصلاح

    الناس يتنادون بالإصلاح في كل مكان، ما سر هذا؟ سر هذا شعورهم بحالة الخلل والتفكك والتمزق الذي تعانيها مجتمعاتنا وتعانيها أمتنا لا من المحيط إلى الخليج فحسب بل من المحيط إلى المحيط، من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي، من جاكرتا إلى الرباط، الأمة كلها تعاني الفساد، ولهذا هي في حاجة إلى الإصلاح ويجب أن تصلح الأمة من نفسها بدل أن يسعى غيرها إلى إصلاحها، لأنها إذا أصلحت نفسها تصلح نفسها لنفسها لذاتها لأهدافها، لا لأهداف غيرها.



    الإصلاح أيها الأخوة أن نعالج أمراضنا المختلفة نعالجها من صيدليتنا لا من صيدليات غيرنا، وبتشخيصنا لا بتشخيص أطباء أجانب لنا، وبوصف الدواء من عندنا لا من عند غيرنا، الإصلاح الذي نبتغيه له أهداف، وله شروط، وله مجالات.

    إلى أعلى


    أهداف الإصلاح

    أول أهدافه: أن يكون معبراً عن الأمة، عن ذاتية الأمة، أن يجيب عن هذا السؤال الكبير (من

    الهدف الأول من الإصلاح أن نعيد الأمة إلى ذاتيتها وتنطلق من ذاتها، لا يحركها غيرها وإنما تحرك نفسها
    نحن؟) أنحن لنا قيمة؟ أم نحن صفر على الشمال؟ أنحن أمة على الهامش أم في الصلب؟ أنحن أمة لها رسالة ولها حضارة ولها تاريخ؟ أم نحن أمة دخلاء على هذا العالم؟ يجب أن نجيب عن هذا، فإذا قلنا نحن الأمة الوسط نحن الشهداء على الناس نحن خير أمة أخرجت للناس نحن الأمة الخاتمة نحن أمة الخلود، ترتب على هذا أشياء كثيرة، إذا أردنا أن نصلح الأمة نصحها على هذا الأساس، أن نربي الاعتزاز بهذه المعاني في الأمة، كما قال سيدنا عمر: نحن كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغيره أذلنا الله.




    الأمريكان يريدون لنا أن نصلح أنفسنا، وإذا أصلحنا أنفسنا كما يريدون الأمريكان فلاشك أن الأمريكان يريدون شيئاً يحقق لهم مطامع وأهدافاً، لا يريدون منا أن نكون أمة قوية، أمة لها رسالة، أمة تقف على رأس القافلة، أمة تقوى من ضعف وتتعلم من جهل وترقى من هبوط وتجتمع من فرقة، لا يريدون لنا ذلك، إنهم يريدون أمة مستأنسة، يقال لها فتسمع، وتؤمر فتطيع، أمة منزوعة السلاح، مكسورة الجناح، مكشوفة الساح، لا تستطيع أن تدافع عن نفسها أمة بلا مخالب ولا أنياب، أمة تسير في ركاب الآخرين، وهل هذا ما نريده نحن لأنفسنا؟ لا، هناك من العلمانيين ومن يسير في ركاب الأمريكان وغيرهم من يريدون الإصلاح ولكنهم يريدون إصلاح الأمة بأن يفرغوها من عناصر القوة والبطولة فيها، أن يجردوها من أسلحتها، أن تسير الأمة وراء الآخرين شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه، يريدون تجفيف منابع التدين الإيجابي في الأمة، في التعليم، في التربية، في الإعلام في الثقافة، يريدوننا إنساناً متفرنجاً رجلاً خواجة، يلبس دشداشة ولكن في ظاهره خواجة أوروبي أو أمريكاني، وامرأة كذلك تمشي وراء المرأة الغربية في زيها وسلوكها وأفكارها وتقاليدها، هذا ما يريده العلمانيون الذين يغربون الأمة باسم التحديث.

    إلى أعلى


    التحديث في الوسائل لا الأهداف

    نحن لا نقاوم تحديث الأمة، ولكن التحديث في أي شيء، التحديث في الآليات والوسائل أما الأهداف فلا تحدث، الأهداف ثابتة والمرونة في الوسائل والكيفيات والآليات، ولكن هؤلاء يريدون أن يغيروا كل شيء في الأمة، لا، نحن نريد أن تنهض الأمة برسالتها بتحقيق أهدافها هي، أن تكون الأمة كما أراد الله لها، أمة وسطا، شهيدة على الناس، لها مقام الأستاذية بين البشرية يقول قائلها ما قال ربعي بن عامر: إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، نريد تعبئة الأمة بهذه المشاعر، صحيح نحن ضعفاء لا نملك ترسانات نووية ولا نملك أسلحة استراتيجية هائلة كما يملك الآخرين ولكننا نملك رسالة سماوية، رسالة روحية، رسالة حضارية لا يملكها أحد سوانا وهذا يورثنا العزة التي يجعلنا نباهي بها وننادي ربنا ونقول

    ومما زادني شرفاً وتيهــاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
    دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبيـا




    هذه هي أمتنا، الهدف الأول من الإصلاح أن نعيد الأمة إلى ذاتيتها أن نغرس فيها هذه المعاني حتى تشعر بنفسها وتنطلق من ذاتها، لا يحركها غيرها وإنما تحرك نفسها، وإذا عرفت ذلك بنت سياستها وبنت اقتصادها وبنت تعليمها وبنت إعلامها وبنت حياتها كلها على هذا الأساس. هذا هو هدف الإصلاح إنه إصلاح شامل وإصلاح جذري ليس إصلاحاً يكون كالمسكن الذي يأخذ قرصاً ليخفف الألم والمرض باق كما هو يعمل بين جوانحه، لا، نريد أن نقتلع الأمر من جذوره، الداء من جرثومته هذا هو الإصلاح الحقيقي.

    إلى أعلى


    شروط الإصلاح

    هدف الإصلاح هو هذا، أما شروط الإصلاح: فأول شرط لهذا الإصلاح أن يراعي هذا الهدف، أن ينطلق من الأمة لا يملى عليه، هناك أناس يريدون الإصلاح الذي يفرض من الخارج، قالوا لولا الأمريكان ما استطعنا أن نصلح أنفسنا وأن نغير ما بنا، لا يمكن أن يصلح شعب شعباً آخر وأن يكون مخلصاً في إصلاحه إلا إذا اتفق هدفه وهدفه، ونحن لنا أهداف وهم لهم أهداف، فكيف نتفق؟ لا يمكن أن يملى الإصلاح من الخارج، الإصلاح المملى من الخارج مشبوه، مشكوك فيه، لا يمكن أن ترضى عنه أنفسنا ولا أن تطمئن إليه قلوبنا، هذا ما لاشك فيه.

    إلى أعلى


    إصلاح عن طريق الإنقلابات العسكرية

    أيضاً هناك أناس يطلبون الإصلاح عن طريق انقلابات عسكرية وهذا لا يمكن أن يؤدي إلى

    الإصلاح عن طريق انقلابات عسكرية لا يمكن أن يؤدي إلى المقصود، حتى وإن قام به أناس مخلصون لا يؤمن أن يصبح بعد ذلك دكتاتوراً ويفرض إرادته على الجميع
    المقصود، الانقلاب العسكري حتى وإن قام به أناس مخلصون لا يؤمن أن يصبح بعد ذلك دكتاتوراً ومستبداً ويفرض إرادته على الجميع، ونحن نريد أن ينطلق الإصلاح من الشعب، لا أن يفرض عليه، هناك أناس يريدون الإصلاح عن طريق ثورة عارمة، وهذا أمر غير مأمون، ما جرى في إيران أيام الخميني هيهات أن يتوفر لشعب آخر وفي مكان آخر لأن هذه الظروف قلما تتيسر، ولذلك هذه الثورات العارمة التي تنطلق كالمارد وكالسيل العارم مخوفة العواقب، الإصلاح الحقيقي أن يبدأ من الأمة يقوم عليه علماؤها وحكماؤها، مستجيبين للدوافع الشعبية والرغبات العامة عند الأمة، ولكن لا ينبغي أن يكون الغوغاء هم المتحكمين في هذا


    لا يصلح الناس فوضى لا سراة لـهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
    والبيت لا يبتنــى إلا لــه عمـد ولا عماد إذا لم ترسى أوتاد


    إلى أعلى




    رد الأمر لأهل العلم والحكمة

    والقرآن الكريم يقول (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) لابد أن يرد الأمر إلى أهل العلم والحكمة، أهل البصيرة في دين الله والخبرة بدنيا الناس، الذين ينظرون إلى التراث بعين وإلى العصر بعين أخرى الذين يستلهمون الماضي ويعايشون الحاضر ويستشرفون المستقبل، لا ينفع في الإصلاح الجامدون الذين يريدون أن يجمدوا الحياة كالنهر الآسن، لا تتحرك إلى أمام ولا تتحرك يمنة ولا يسرة، ويقولون (ليس في الإمكان أبدع مما كان)، و (ما ترك الأول للآخر شيئا) و (كل قديم يجب أن يبقى على قدمه)، هؤلاء لا يصلحون للإصلاح وكذلك لا يصلح لإصلاح الأمة أولئك المتسيبون عبيد الفرنجة عبيد الفكر الغربي الذين يريدون أن يسلخوا الأمة من جلدها وأن ينفرط كل شيء وأن لا يبقى شيء على حاله، فليس للأمة ثوابت ترجع إليها ولا مرجعية تتمسك بها، لا، هذا خطر، أول شروط الإصلاح أن نتمسك بمرجعيتنا وأن ننطلق من ذاتيتنا ومرجعيتنا هي الإسلام وشريعة الإسلام عليها نعتمد ومنها نستمد وبها نعتصم (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)، هذا ثاني شروط الإصلاح. أول الشروط أن نعتمد الإسلام وثاني الشروط أن نعتمد الحكمة وأهل الخبرة.

    إلى أعلى




    ايقاظ العقول

    وثالث شروط الإصلاح أن نبدأ من الداخل، أن نقود الإنسان من داخله، من عقله من ضميره من

    الحرية السياسة هي أول ما يحتاج إليه الناس في مجتمعاتهم، يستطيع الإنسان أن يختار من يمثله في البرلمان ويستطيع أن يقول الحق إذا رآه دون أن تأتي كلاب الصيد فتتخطفه إلى حيث لا يعلم أحد
    نفسه التي بين جنبيه، الإنسان ليس بهيمة تقاد من آذانها أو من أعناقها، الإنسان يقاد من نفسه، لنبدأ بإيقاظ العقول، وإحياء الضمائر وتزكية الأنفس، (ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها)، غيّر ما بنفسك يتغير التاريخ، هذا منطق القرآن الكريم (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، هذا ما فعله الأنبياء عليهم السلام، بدءوا بتغيير أنفس الناس وعقولهم وتصحيح عقائدهم ومفاهيمهم الأساسية وفكرتهم عن الله وعن الكون وعن الإنسان وعن الحياة وعن الوجود، وهذا ما فعله محمد صلى الله عليه وسلم، صب في عروق الصحابة هذا الإيمان الجديد، الإيمان بالله ورسالاته وبالدار الآخرة وبالرسالة العظمى التي يحملونها للبشرية لهداية الناس ونفع الناس، هذا أمر مهم أن نغير ما بالأنفس قبل كل شيء، لابد من القوانين ولابد من الأنظمة ولابد من اللوائح، ولكن هذه لا قيمة لها، إذا لم يكن هناك ضمائر تراقب هذه الأشياء وترعاها، وإلا أصبح القانون حبراً على ورق، قال أحد القضاة في قضية شهيرة في بريطانيا اتهم فيها وزراء بالرشوة والفساد كتب تقريراً من مئات الصفحات ثم انتهى فيه إلى قول: بلا قانون لا تكون أمة وبلا أخلاق لا يهيمن قانون وبدون إيمان لا توجد أخلاق، الإيمان هو الذي يحمي هذا كله.

    إلى أعلى




    منهج التدرج

    وهناك بعد ذلك لابد لنا أن نسير بمنهج التدرج، إن الله بنى الدنيا في ستة أيام، كان قادراً على أن يبنيها في لحظة (كن فيكون) ولكن ليعلمنا الأناة والتدرج، التدرج سنة كونية وسنة شرعية، ولذلك لابد أن نتدرج في الإصلاح بشرط أن يكون أمامنا هدف واضح وخطة مرسومة أما أن يقول بعض الناس نتدرج ولا يتدرجون كما قال بعض الحكام إننا نريد أن نطبق الشريعة بالتدريج ولكن مرت عليهم عشرات السنين وهم لا يتدرجون، محلك سر، لا ينتقلون من درجة إلى درجة ولا من خطوة إلى خطوة ولا من مرحلة إلى مرحلة، هذا ليس تدريجاً وإنما هو التمويت لا التدريج، نريد تدرج حقيقي كما قال عمر بن عبدالعزيز لابنه حينما تولى الخلافة وبدأ يعالج أمور الناس بالرفق والأناة شيئاً فشيئاً ويوماً فيوماً فقال له ابنه عبدالملك – وكان شاباً تقياً مليئاً بالحماس والغيرة – قال له: يا أبت مالي أراك تتباطأ في إنفاذ الأمور فوالله لا أبالي لو غلت بي وبك القدور في سبيل الله، لو قطعنا ووضعنا في القدور وغلت علينا والنار تحتها لا نبالي فقال له يا بني لا تعجل إن الله ذم الخمر في القرآن مرتين ثم حرمها في الثالثة وإني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه جملة ويكون من وراء ذلك فتنة، أما يسرك أنه لا يأتي على أبيك يوم إلا ويميت فيه بدعة ويحيي سنة؟ هذا هو المهم، أن يميت كل يوم بدعة ويحيي كل يوم سنة، أما أن يقول أتدرج ولا يتدرج، هذا لا يجوز.

    إلى أعلى




    مجالات الإصلاح

    هذه شروط الإصلاح، أما مجالات الإصلاح أيها الأخوة فهي الحياة كلها، الحياة كلها محتاجة إلى إصلاح، التعليم محتاج إلى إصلاح، بحيث لا يخرج الإنسان الذي يصم ويحفظ ولا يفهم إنما يخرج الإنسان الواعي الفاهم، نريد تعليماً حقيقياً، الإعلام محتاج إصلاح بحيث لا يفسد الإعلام ما يصلحه المنبر،
    متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟




    السياسة تحتاج إلى إصلاح، وأول ما تحتاج إليه السياسة إشاعة الحرية بين الناس، أنا أرى أن الأمر الأول الذي يحتاج إليه العرب والمسلمون في مجتمعاتهم هو توطيد الحرية، الحريات العامة أن يستطيع الإنسان أن يختار من يمثله في البرلمان ويستطيع أن يقول الحق إذا رآه وأن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر دون أن تأتي كلاب الصيد فتتخطفه في منتصف الليل وتذهب به إلى حيث لا يعلم أحد أين هو، هذا هو الخطر، الحرية السياسة هي أول ما يحتاج إليه الناس.



    هناك الإصلاح الاقتصادي، هناك تنمية الإنتاج وعدالة التوزيع وترشيد الاستهلاك وسلامة التداول، هناك ينبغي أن توزع الثروة بالعدل والقسطاس بين الناس وليس العدل أن يتساوى الجميع ولكن أن تتاح فرص متكافئة للجميع، وأن يأخذ كل ذي حق حقه.



    هناك إصلاح اجتماعي وإصلاح أخلاقي وإصلاح في كل مجال من المجالات، نريد أن نبدأ الإصلاح في هذه المجالات، لا يتوقف إصلاح في مجال على إصلاح في مجال آخر، كل هذه المجالات قابلة لأن نبدأ فيها متوازية ومتكاملة، حتى نستطيع أن نصل إلى المجتمع الصالح الذي ننشئه ومن خلال هذه المجتمعات ننشئ أمة صالحة تقوم بدورها في هداية العالم، هذا العالم الذي وصل إلى القمر ووصل إلى المريخ ولكنه حتى الآن لم يسعد نفسه على ظهر هذه الأرض، المسلمون وحدهم هم القادرون على حمل هذه الرسالة العظيمة إلى البشرية المعذبة، المسلمون بقرآنهم وسنتهم هم الذين يحملون قارورة الدواء التي فيها شفاء البشرية (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين).



    أسأل الله أن ينير لنا الطريق ويهدينا سواء السبيل وأن يصلحنا ويصلح بنا ويهدينا ويهدي بنا ويخرجنا من الظلمات إلى النور إنه سميع قريب، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم وادعوه يستجب لكم.

    إلى أعلى

    ضحايا حوادث الطريق



    الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يسبح له ما في السماوات وما في الأرض، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون، ورضي الله عمن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد،،،



    فيا أيها الأخوة..


    مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ 2_3251_1_15
    آلاف الفلسطينين شاركوا في تشييع ريم الرياشي بغزة
    قرأت في صحف الأمس وصحف اليوم نبأ أربع شباب من أبناء قطر ذهبوا ضحية حوادث الطريق، ثلاثة في سيارة وواحد في سيارة، وكلهم شباب في عمر الزهور، في ريعان الشباب ومقتبل العمر، في السادسة عشرة والسابعة عشرة، وفي كل مدة قريبة نقرأ هذه الأنباء عن شباب اغتالهم الطريق، ذهبوا ضحية السرعة الجنونية في الطريق، التسابق المجنون بين الشباب بعضهم وبعض، إلى متى هذا أيها الأخوة؟ من المسؤول عن هذه الحوادث؟ هل المسؤول عن هذا هم الشباب الذين يركبون هذه المركبات وكثيراً ما لا يكونون يحملون الرخص لأن سنهم لم يتأهل لأخذ الرخصة الرسمية؟ هل هؤلاء الشباب لم يتربوا التربية الحقيقية المطلوبة التي تعرفهم قيمة أنفسهم وقيمة الحياة التي منحهم الله إياها؟ هل الإنسان حر في أن يضيع حياته كما يريد؟ هل هو الذي خلق نفسه؟ يجب أن نعلم شبابنا أن أرواحهم هذه هبة من الله لهم ووديعة من الله في أيديهم لا يجوز أن يفرطوا فيها والله تعالى يقول (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ويقول (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) إنني أرى هذه السرعات الجنونية التي كثيراً ما أشاهدها في الطرقات إنما هي نوع من الانتحار كأنما ينتحر، إنه لا يبالي بنفسه ولا يبالي بغيره، كثيراً ما يصاب هو ويصيب غيره وكثيراً ما يموت وكثيراً ما يبقى معوقاً طول الحياة، فقد بعض حواسه أو فقد بعض أعضائه، أهذه حياة؟




    ينبغي أن نعلم أبناءنا وأن نربي أبناءنا على احترام الحياة حياة نفسه وحياة غيره، إذا كان الشاب عنده من المال أو عند أبيه من المال ما يعطيه سيارة يعبث بها فليس من حقه أن يعبث بذاته ويعبث بروحه، حتى الأموال لا يجوز العبث بها، إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال، تدمير هذه السيارات في غير فائدة، لماذا هذا؟ ولماذا يسمح الآباء بإعطاء السيارات قبل السن اللازمة، القانون حينما حدد ثمانية عشر عاماً لم يكن لاهياً ولا لاعباً إنما أراد أن يبلغ الشاب سناً يكون فيها أقدر على التوازن على التصرف الهادئ العاقل فلماذا نتجاوز القوانين؟



    إني أناشد الآباء وأناشد الأسر وأناشد المربين أن ينصحوا الشباب أن يتقوا الله في أنفسهم ويتقوا الله في مجتمعاتهم، حرام علينا أن نفقد كل عدة أيام بعض هذا الشباب حتى قال لي أحد المسؤولين: إن نحو ربع الأموات من الرجال من جراء حوادث الطريق، ربع الأموات، وهذه نسبة عالية، وأعتقد أن هذه النسبة في قطر من أعلى النسب في العالم، هذا ما لا يجوز، أن يذهب هؤلاء مجاناً، لو كانت هذه الميتات من أجل هدف رفيع أو رسالة نبيلة كنا نرحب بها أما أن يذهب الشاب مجاناً وكأنه منتحر، هناك ميتات نباركها ونرحب بها مثل تلك الأخت ريم الرياشي هذه التي فجرت نفسها لتقتل عدداً من الإسرائيليين المغتصبين المعتدين هذا هو الموت الذي نرحب به، أما أن يموت الإنسان في غير شيء فهذا ما لا يجوز، نرحب بهؤلاء الأبطال الاستشهاديين والاستشهاديات الذين زلزلوا الكيان الصهيوني والذين روعوهم وقذفوا الرعب في قلوبهم، إنهم لا يملكون الطائرات ولا المروحيات ولا الآليات التي تملكها إسرائيل ولكنهم يملكون رؤوسهم فوضعوها على أكفهم، يملكون أرواحهم فبذلوها رخيصة في سبيل الله، حياك الله يا ريم وحياكم الله أيها الأبطال وثبتكم الله أيها الأخوة في ربوع فلسطين الذين يقدمون كل يوم الشهداء وراء الشهداء، يا أبناء فلسطين يا أبطال هذه الأمة حياكم الله في أمة خذلتكم لم تقدم لكم أرواحاً ولا أموالاً ولا عتاداً ولا سلاحاً وتركتكم لأعدائكم، حياكم الله يا أخوتنا في أرض البطولة والصمود والرباط، أسأل الله عز وجل أن يسدد خطاكم وأن ينير طريقكم وأن يثبت على الحق أقدامكم وأن يلحقنا بشهدائكم في سبيله، اللهم آمين.

    إلى أعلى




    دعاء الخاتمة

    اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا واجعل غدنا خيراً من يومنا، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، اللهم كن لنا ولا تكن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى إلينا وانصرنا على من بغى علينا، اللهم انصرنا على أعدائك أعداء الإسلام، اللهم انصرنا على اليهود المعتدين الغاصبين، وانصرنا على حلفائهم من الصليبيين الكائدين الحاقدين، وانصرنا على جميع أعدائك أعداء الدين، اللهم رد عنا كيدهم وفل حدهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا سريع الحساب ويا هازم الأحزاب .. يا هازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تهلكنا بما فعل السفهاء منا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم أصلح أمة محمد وارحم أمة محمد وانصر أمة محمد واجمع كلمة أمة محمد، اللهم اجمع كلمتها على الهدى وقلوبها على التقى ونفوسها على المحبة وعزائمها على عمل الخير وخير العمل.


    عباد الله، يقول الله تبارك تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.



    http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=8519&version=1&template_id=104&parent_id=15
    الغريب
    الغريب


    الهاتف دوليا : 97336090229
    الكلية : اسلامية
    طالب أو ضيف : طالب
    السنة الدراسية : خريج(كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية)
    الجنس : ذكر العمر : 48
    نقاط : 6546
    تاريخ التسجيل : 25/07/2009

    مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟ Empty رد: مالمراد بالإصلاح الذي تنادي به الشعوب المسلمة ؟

    مُساهمة من طرف الغريب الأحد يوليو 24, 2011 1:41 am

    اللهم أمـــــــــــــين على الدعاء
    وجزيت خيراً إن شاء الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 4:36 pm