(الإسلام) وكيف يكون الحل
بقلم : جمعة محمد لهيب
عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية
22\11\2012م.
............................................
بقلم : جمعة محمد لهيب
عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية
22\11\2012م.
............................................
يرفع الإسلاميون شعار (الإسلام هو الحل ) في العصر الحديث لأسباب لعل أهمها أن الإسلام قد أبعد عن الساحة السياسية والإقتصادية بل والإجتماعية في كثير من الأحوال كمرجع رئيسي .
وصار الساسة لا يبالون بتشريعاتهم وافقت حكم الإسلام أم خالفته .
وصار الساسة لا يبالون بتشريعاتهم وافقت حكم الإسلام أم خالفته .
يسأل كثير من
اليساريين والعلمانيين بسخرية حينا وبحنكة حينا آخر عن ماهية الحل وكيفيته التي يأتي بها الإسلام ؟.
اليساريين والعلمانيين بسخرية حينا وبحنكة حينا آخر عن ماهية الحل وكيفيته التي يأتي بها الإسلام ؟.
لنفهم أولا أن الإسلام بعقيدة معتنقيه هو آخر دين أنزله الله هداية للناس ورحمة , الإسلام بستان فيه أشجار مثمرة يانعة , فعقيدة التوحيد وفقه الحلال والحرام والأخلاق والآداب , والأحكام السياسية , والدليل التجاري للإنسان والإعجاز العلمي و.. كل ذلك ضمن البستان الإسلامي , ومن الجهل والغباء الظن الباطل أن شجرة من هذه الأشجار تمثل البستان كله ..
فالصلاة من الإسلام وليست الإسلام كله ..
والأحكام السلطانية من الإسلام وليس الإسلام كله ..
وهكذا ..
وعليه فيكمن الحل الإسلامي بالدخول في البستان كله , وعدم النظر بعين عوراء له , ورفض أي تصور جزئي للإسلام يتم قبوله كما رفض غيره من الأجزاء .
فالصلاة من الإسلام وليست الإسلام كله ..
والأحكام السلطانية من الإسلام وليس الإسلام كله ..
وهكذا ..
وعليه فيكمن الحل الإسلامي بالدخول في البستان كله , وعدم النظر بعين عوراء له , ورفض أي تصور جزئي للإسلام يتم قبوله كما رفض غيره من الأجزاء .
الحل الإسلامي هو دواء لأمراض المجتمع الإسلامي المعاصرة والتي ألخصها ( الأمراض ) من ناحيتين :
الأولى : قطع شعرة معاوية بين الحاكم والمحكوم , فلا الحاكم يحكم بما يرضي أغلبية شعبه , ولا المحكوم يؤمن بالطاعة العاقلة , فلا تنظيم لهذه العلاقة بالدول الاسلامية المعاصرة .
الثانية : التناقض النفسي بين الديني من جهة , والقانوني من جهة أخرى , فالشعب الذي غالبيته مسلم متدين والذي يرى أنه بقبوله لأي قانون يخالف دينه يفعل أمرا سيعاقب عليه باليوم الآخر , وتراه مضطرا لفعل هذا القانون ليصبح مواطنا ولا شك بحالة صراع نفسي داخلي تفرز لنا حالات متعددة وهي :
1- شخص متطرف بشكل لا ديني .
2- شخص متطرف دينيا .
3- شخص لا مبالي .
ولعلنا سنجد أن هؤلاء الأشخاص لن يقدموا لوطنهم تقدما لأنهم سيجدون بأنفسهم عدم قبول لمجتمعهم وكره له .
الأولى : قطع شعرة معاوية بين الحاكم والمحكوم , فلا الحاكم يحكم بما يرضي أغلبية شعبه , ولا المحكوم يؤمن بالطاعة العاقلة , فلا تنظيم لهذه العلاقة بالدول الاسلامية المعاصرة .
الثانية : التناقض النفسي بين الديني من جهة , والقانوني من جهة أخرى , فالشعب الذي غالبيته مسلم متدين والذي يرى أنه بقبوله لأي قانون يخالف دينه يفعل أمرا سيعاقب عليه باليوم الآخر , وتراه مضطرا لفعل هذا القانون ليصبح مواطنا ولا شك بحالة صراع نفسي داخلي تفرز لنا حالات متعددة وهي :
1- شخص متطرف بشكل لا ديني .
2- شخص متطرف دينيا .
3- شخص لا مبالي .
ولعلنا سنجد أن هؤلاء الأشخاص لن يقدموا لوطنهم تقدما لأنهم سيجدون بأنفسهم عدم قبول لمجتمعهم وكره له .
إذا فالحل الإسلامي يكمن بأن الحكام يستخدمون قوانين سياسية واقتصادية و.. حسب ما يجد من المصلحة ولكن بشرطين فقط , فالأول : هو أن يعترف الحاكم بأنه يحكم بالشريعة التي تمثل غالبية الشعب , والثاني: ألا يخالف أي حكم يصدره حكما إسلاميا .
وهنا لا بد من وقفة ..
نحن كإسلاميين عندما نقدم الإسلام كمنظومة حياة لا نقدمه من باب الفرعيات , بل من باب الكليات وهنا الفرق في الفهوم ..
فمن يريد تقديم الإسلام أو نقده من باب الفرعيات قد يجد مدّخلا لذلك هذا الذي لن يجده بالباب الكلي , ولنضرب لذلك مثالا :
( الربا و شرب الخمر و الزنا )
فعندما ننظر لهذه الأحكام من الباب الفرعي نجد أن لها إيجابيات وسلبيات قد ترتضي النظرة البشرية إحداها على غيرها بحسب اقتناع شخصي متأثر بثقافة تراكمية للفرد .
بينما الباب الكلي للنظرة يكون بأن نرد هذه الأحكام لأصلها , فنقول : من الذي أحل وحرم ؟
سيكون الجواب ( الله )
سنقول حينها أليس الله ( خبيرا لطيفا عليما )
سيكون الجواب : ( نعم )
وهنا تنتهي القضية .
تبقى القضية عندما تكون الإجابة سلبية , فحينها نكون في سؤال غير المسلم , وهنا نحن أمام محورين يجب معرفتهما :
المحور الفكري : وهو ما يختص بالفلسفة والكلام ومقارنة الأديان وهو أمر شخصي يعتمد الاقناع والحوار والمناظرة .
المحور العملي : وهو ما يختص بالسياسة , وحكم الفصل للأقوى, والأقوى هذا إما أن يكون بالسلاح , أو بالأغلبية .
ولا خلاف أن حكم الأغلبية يزيح البغض والحقد ويشعر بالرضى للمخالف وهو أيسر الشرين .
إذ من المثالية والكمال أن يكون الحكم مرضيا لكل الشعب ,وهذا مايستحيل كونه واقعا بسبب الاختلافات الدينية والعرقية والقبلية و ..
نحن كإسلاميين عندما نقدم الإسلام كمنظومة حياة لا نقدمه من باب الفرعيات , بل من باب الكليات وهنا الفرق في الفهوم ..
فمن يريد تقديم الإسلام أو نقده من باب الفرعيات قد يجد مدّخلا لذلك هذا الذي لن يجده بالباب الكلي , ولنضرب لذلك مثالا :
( الربا و شرب الخمر و الزنا )
فعندما ننظر لهذه الأحكام من الباب الفرعي نجد أن لها إيجابيات وسلبيات قد ترتضي النظرة البشرية إحداها على غيرها بحسب اقتناع شخصي متأثر بثقافة تراكمية للفرد .
بينما الباب الكلي للنظرة يكون بأن نرد هذه الأحكام لأصلها , فنقول : من الذي أحل وحرم ؟
سيكون الجواب ( الله )
سنقول حينها أليس الله ( خبيرا لطيفا عليما )
سيكون الجواب : ( نعم )
وهنا تنتهي القضية .
تبقى القضية عندما تكون الإجابة سلبية , فحينها نكون في سؤال غير المسلم , وهنا نحن أمام محورين يجب معرفتهما :
المحور الفكري : وهو ما يختص بالفلسفة والكلام ومقارنة الأديان وهو أمر شخصي يعتمد الاقناع والحوار والمناظرة .
المحور العملي : وهو ما يختص بالسياسة , وحكم الفصل للأقوى, والأقوى هذا إما أن يكون بالسلاح , أو بالأغلبية .
ولا خلاف أن حكم الأغلبية يزيح البغض والحقد ويشعر بالرضى للمخالف وهو أيسر الشرين .
إذ من المثالية والكمال أن يكون الحكم مرضيا لكل الشعب ,وهذا مايستحيل كونه واقعا بسبب الاختلافات الدينية والعرقية والقبلية و ..
إذا في خلاصة هذه الخاطرة نستطيع أن نلخص فنقول :
أن الإسلام أحكامه وإن كانت بنظر معتنقيه أفضل الأحكام , إلا أنها بالنظرة الفلسفية أحكام مثلها مثل غيرها , والجمال والقبح يرجع للعقل البشري الذي قد يتفق في كثير ويختلف في كثير ..
وعليه فالحل الذي يطلبه الإسلاميون ليس قانونا مقابل قانون , بل رضا شعبي مقابل كره شعبي .
الحل الذي يطلبه الإسلاميون هو أن يحكمهم دستور وقوانين تكون الأغلبية مصدر التشريع من خلال ثقافتها .
فلا يجوز أن يُحكم شعب مسلم يرى بالشريعة مصدرا يجب أن يتم الإستمداد منه دستوريا بنظرة غربية أو شرقية , لربما ما خالفت كثيرا من الأحكام الاسلامية , ولكنها نسفت مصدرية وحاكمية الإسلام , هذا الذي يجعل المسلم بحالة انفصال بالشخصية غير ما لو كان بمجتمع غربي أو شرقي يمثل الاسلام أقلية لا يحق له أن يحكم .
أن الإسلام أحكامه وإن كانت بنظر معتنقيه أفضل الأحكام , إلا أنها بالنظرة الفلسفية أحكام مثلها مثل غيرها , والجمال والقبح يرجع للعقل البشري الذي قد يتفق في كثير ويختلف في كثير ..
وعليه فالحل الذي يطلبه الإسلاميون ليس قانونا مقابل قانون , بل رضا شعبي مقابل كره شعبي .
الحل الذي يطلبه الإسلاميون هو أن يحكمهم دستور وقوانين تكون الأغلبية مصدر التشريع من خلال ثقافتها .
فلا يجوز أن يُحكم شعب مسلم يرى بالشريعة مصدرا يجب أن يتم الإستمداد منه دستوريا بنظرة غربية أو شرقية , لربما ما خالفت كثيرا من الأحكام الاسلامية , ولكنها نسفت مصدرية وحاكمية الإسلام , هذا الذي يجعل المسلم بحالة انفصال بالشخصية غير ما لو كان بمجتمع غربي أو شرقي يمثل الاسلام أقلية لا يحق له أن يحكم .
أما رقي المجتمع وخلاصه من أمراضه فهذا عائد لنشر العدالة القضائية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية , والذي يكون بالمجتمع المسلم فقط حين يحكم بالشريعة حسب وجهة نظر المسلم.
مع أنه ربما لا يكون ذلك حلا للمجتمع لأسباب أخرى , ولكن يراها المسلم بالبعد عن الإسلام وأخلاقياته التي تبدأ بذروة سنامه ( الجهاد ) لتصل إلى أساس الحكم ( العدل ) لتنتهي بالسعادة الإجتماعية ( حسن الخلق ) وتحوطه ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر )
مع أنه ربما لا يكون ذلك حلا للمجتمع لأسباب أخرى , ولكن يراها المسلم بالبعد عن الإسلام وأخلاقياته التي تبدأ بذروة سنامه ( الجهاد ) لتصل إلى أساس الحكم ( العدل ) لتنتهي بالسعادة الإجتماعية ( حسن الخلق ) وتحوطه ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر )
( الإسلام هو الحل ) ليس بوضع قانون مقابل قانون آخر ولو كان وضعيا, لتبقى قضية حاكمية غير الإسلام أو حاكمية الطاغوت والملك والرئيس والمخابرات .. لن يكون ذلك حلا أبدا ..
إن ( الإسلام هو الحل ) شعار يعني أيها اليساريين وأيها العلمانيين أن يصدح الحاكم بأنه يطبق الإسلام ببلد الإسلام .
وأن يكون الإسلام مصدرا رئيسيا ( لا يشترط أن يكون وحيدا مادام لا يخالف الشرع ) للدستور وللقوانيين .
حينها فقط , يكون الإسلام بحق ... هو الحل .
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap