بقلم : جمعة محمد لهيب
عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية
4 \ 8 \ 2012 م .
لا يختلف اثنان ولا ينتطح عنزان أن كلمة ( عرعور ) أصبحت مرادفا استخباراتيا لكلمة ( مندس ) عند الشعب السوري ,
بل إن ضابطا برتبة ملازم كنيته : ( العرعور ) تم تسريحه وسجنه وتعذيبه
بأبشع صنوف التعذيب والإهانات لا لشيء إلا لأن كنيته وافقت كنية رجل اسمه :
( عدنان العرعور ) .
وقد كانت زنزانته بجانب زنزانتي منذ اقل من سنة تقريبا أسمع وأرى.
# من هو عدنان العرعور :
( عدنان العرعور ) : رجل دين مسلم سني سوري (من محافظة حماة ولادته : 1368 هـ - 1948) .
حاصل على دبلوم تربية من جامعة البعث.
اشتهر من خلال مناظراته وأبحاثه التي تنتقد بعض المذاهب كالشيعة والصوفية استنادًا للمنهج السلفي الذي يتبناه.
يقيم العرعور في مدينة الرياض بالسعودية، ويعمل مديراً علمياً للبحوث والنشر بالرياض.
ويدير موقع الإسلام الوسط .
وكذلك اشتهر في دوره الإعلامي في تغطية الاحتجاجات السورية، حيث أنّ العرعور من أشد المعارضين للنظام السوري.
درس على يد شيوخ كثيرين من أهمهم : الشيخ محمد الحامد وهو من كبار شيوخ
الشام ثم الشيخ الألباني والشيخ محمد نسيب الرفاعي ، والشيخ عبد الرحمن عبد
الصمد، والشيخ محمد عيد العباسي والشيخ ابن باز وغيرهم. وقد شارك الشيخ
العرعور في مؤتمرات دولية كبيرة, وندوات عالمية كثيرة .
وله نحو العشرين مؤلفا مطبوع وتحت الطبع .
حصل على جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية
الشريفة والدراسات العلمية المعاصرة في دورتها الأولى في بحث قدم بعنوان
«منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر».
وللعرعور مناظرات ومحاضرات
قبل الثورة السورية تناقش الخلاف بين السنة والشيعة , ما فتئت أن تحولت
دروسا ومواعظ وحلقات على قناة وصال وغيرها تدعوا وتُحرض لقلب نظام الحكم
السوري سلميا .
ولعلي أبالغ إذ أقول أنني شاهدتها كلها , ولكن الحق أن
أغلب مناظراته السابقة ودروسه اللاحقة قد حضرتها لهذا أستطيع أن أعطي
تقريرا كاملا من وجهة نظر حيادية لهذه الشخصية المشهورة , رغم مخالفتي
للمنهج الفقهي السلفي ..
العرعور .. كلمة زلزلت النظام السوري
وقضت مضاجع ضباط الأمن , حدّثني عسكري قبض عليه الأمن بعد انشقاقه واعتقل
معي حكموا عليه بسجن صيدنايا بعد محاكمة بدمشق , أن قائده عقيد كان يحضر
حلقة للعرعور , وما إن وقف العرعور - كعادته - صائحا غاضبا حتى قام الضابط
وشتمه بأقبح الشتائم ولقّن مسدسه وأطلق النار على التلفاز في حالة غضب
عظيمة .!
# لماذا العرعور :
كثيرا ما تسائل البعض عن سبب التأثير الكبير لهذا الرجل بالمتظاهرين إبان الثورة .
ولعلي لا أخطأ الحق إن قلت أن العاطفة الجياشة و الكلمة العامية العادية
الغير مزخرفة , والكلمات القريبة من الشعب , وارسال دواء معقول شعبيا لكل
داء يلم بالثورة , والشفافية والوضوح والبراءة بالطرح , كل ذلك وغيره جعله
قريبا من الشعب .
وكلمته التي مسحت له كل خطأ يقع به : ( يجوز للعرعور
مالا يجوز لغيره ) كانت عاملا نفسيا كبيرا بتقبله والاضمئنان إليه من قبل
المتظاهرين .
وأكثر من ذلك , موقف العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الغير منطقي , مما جعله بديلا تلقائيا لعدم وجود غيره اعلاميا .
ولعله لا يملك من علم السياسة الشيء الكثير , بيد أن تاريخه العسكري كفل له أن يتكلم بما يجده الشعب واقعا من مآسي النظام .
# ايجابياته :
1- احتضان الثورة السورية بدثار ديني روحاني وجداني , كانت ستفرغ منها لولاه ..
كلمة حق لا بد من قولها .
فالآيات القرآنية , والدمعات , والأحاديث النبوية التي استطاع ببراعة
المزاوجة بين معانيها من جهة وبين ما يقع من أمور مستعجلة واقعية من جهة
أخرى , كانت كفيلة بقولبة الثورة بقالب من روحانية .
2- كونه صلة وصل اعلامية مع مساعديه وداعميه - الخليجين - ولا يخفى لأحد قيمة الإعلام وقوته بنصرة الثورة .
فكانت قناة وصال وصفا وغيرها تخرج من مقاطع الفديو الشيء الكثير , وكثيرا
ما سعدت بنشر ما أرسلته لإيميل قناة وصال من مقاطع عن معرة النعمان .
3- تنسيقه مع بعض الضباط لانشقاقهم ابان انشاء ( الجيش الحر ) وتعاون بعض
الضباط الكبار معه بنشر بعض الأمور السرية التي قضت مجاضع النظام , فقد
استطاع الدخول والتغلغل بالنظام لدرجة جعلت الأسد يشك في ثوبه !.
لعل البعض يظن أن هذا الوصف مبالغ فيه , ولكن من سمع ليس كمن رأى . وستبين قابل الأيام أمورا مخفية كثيرة قام بها هذا الرجل .
4- صار صمام أمان ضد الطائفية التي حاول النظام اسباغ الثورة بها , فكم
صرح وقال وبيّن أن العلوية شركاء الوطن , والمسيحيون شركاء الوطن , وأن من
شارك النظام بقتل وظلم سيحاسب أي كانت طائفته وملته ,
رغم كل الهجمة الإعلامية المسعورة عليه , استطاع أن يقابل كل تهمة بنكتة تحببه من الناس أشد وأشد ..
لن أنسى ابدا حين اتهمه النظام بأنه ساحر يُعري النساء .. أجاب إجابة بقيت
الناس تحدث بها لأيام مستهزئة من النظام فقال : ( نعم إنني أعترف بأنني
أعري النساء والرجل كمان ... وأول من عريت بشار الأسد وبثينة شعبان ) .
لن أنسى حين سمعها بعض من كان يشاهد الحلقة من أحرار أنه قام وصفق وقبّل التلفاز يقصد رأس الشيخ ..
5- حلقة الخميس الخاصة وقضية التكبير كانتا من أكبر حافز ومشحذ للهمم لمظاهرة يوم الجمعة .
# سلبياته :
لا يخفى لكل متابع أن شخصية العرعور حوت سلبيات وسقطات أبينها بالآتي :
1- تعصبه الشديد لرأيه , واتهام مخالفيه بالهمز تارة واللمز تارة اخرى , والسرعة باتخاذ القرار , والإنتقاء في بعض الأحيان .
2- المبالغة بالتفاؤل أو التشاؤم لدرجة جعلته قليلا ما يتوسط بينهما .
3- الخوض ببعض أشياء يجهلها , ومن خاض بما يجهل , كان خطأه أكثر من صوابه ,
خصوصا ما كان من باب السياسة , فالشيخ أخطأ خطأ كبيرا حين اتهم السياسة
والسياسيين , وراح يبيح لنفسه الخوض والانتقاد بأمور يظنها خاطئة وهي سليمة
.
# الإتهامات :
لا يخفى لكل عاقل أن أي شخصية قامت بالتاريخ حوت من الرزايا والسلبيات الشيء الذي يقلل من قدرها لدى بعض الجاهلين وليس العاقلين ,
إن من لا يخطىء لا يعمل , و الناس ليسوا معصومين بالقدر الذي ليسوا فيه شياطين ...
وكفى بالمرء حُسنا أن تُعد معايبه .
فبعد كل هذا بالإضافة للاعلام السوري وما يذاع جعلت الناس تتخوف من العرعور لأسباب وهي :
1- لحيته وسلفيته وخطاباته الدينية الداعية للطائفية وخصوصا العلوية :
لعل المتطلع لحديث الشيخ عدنان يفهم أن منهجه اعتزازه بدينه , وهنا مكمن سوء الفهم ..
فقد قال بأكثر من مرة أنه يدعو كل صاحب دين وطائفة أن يفاخر بما يعتقد ,
وليس بذلك من حرج , وهو يفتخر ويعتز بدينه وبوطنه وببلده وبأهله ويحترم
مخالفيه , فما المانع من كون المسيحي يفتخر بمسيحيته ويحترم المسلمين ؟!.
فقد فرق بين أمرين مهمين جدا , البصمة والمعاملة .
فالمصافحة لا تلغي بصمة الإبهام , والمحافظة على الهوية لا يعني الإساءة للمخالف .
وأما موضوع الطائفة العلوية فلها خصوصية شديدة ..
دعونا نتفق أولا أن بنية النظام طائفية لدرجة أن اصحاب القرار الفعلي
بالدولة وأجهزة الأمن هم علويون أو ضبابط سنيون أو مسيحيون بخيوط علوية .
ولا يخفى أن روسيا التي تقف مع النظام تخشى سيطرة السنة الذين يرفضون
الإنصياع لها حسب قول روسيا وهم متشددون ارهابيون يخيفون الاقليات .
كما لا يخفى التغلل الإيراني وحزب الله اللبناني بدعم النظام السوري , ولعل أقله الوقوف الإعلامي مع النظام .
لهذا كانت خطورة الخوض بهذه القضية وحساسيتها , خصوصا والداعم الأكبر للنظام هم الشيعة .
ولكن موقف العرعور بقي للآن ثابتا على أن الثورة ثورة شعب وإن كان أغلبه
مسلم , وأن العلويين مثلهم بالحكم مثل أي مواطن سوري , نحاكم بالقضاء
العادل من شارك النظام , ونترك من ترك , ونتشارك مع من انخرط بالثورة ..
وكم استطاع النظام أن يلعب على مقطع فيديو يظهر فيه العرعور وهو يقول بأنه
سيفرم العلويين ويطعم لحمهم للكلاب .. ولكن الحقيقة خلاف ذلك , بل أنه هدد
كل من يساعد النظام بالقتل أنه سيعاقب سواء كان سنيا أو شيعيا أو مسيحيا
.. وبالقانون والقضاء العادل الذي كثيرا ما يردد هذه الكلمة .
حتى كذّب فيصل قاسم ضيفه لما استدل بهذا الكلام للعرعور وبان عواره .
ولكنه - العرعور - ككثيرين يرون أن ايران تتسبب بعرقلة الثورة لأسباب
طائفية , وتحاول نشر التشيع ولو بالقوة بكل المناطق السنية , وتسعى لمحاربة
العرب , ويرون أن ايران تقف مع اسرائيل بالقلب , وإن صرّح اللسان بغير ذلك
..
لذلك فهو يعمل على دفع هذا الهجوم ويعد أن من أكبر نتائج الثورة
السورية بعد نيل الشعب حريته هو تقليم أظافر ايران , وردها عن عنجهيتها ,,
ولعله تمادى قليلا بالرد على هجمة ايران , خصوصا بسماحه ظهور عبارة طائفية
جدا على قناة صفا تقول : ( الدم السني واحد ) , مما حدى برسامة الثورة (
كفرنبل ) أن ترسم لوحة تقول فيها : ( قناة صفا لا تمثلنا ) ..
2- تخوينه لكل من يخالفه :
الحقيقة أنه - العرعور - لا يُخون من المعارضة سوى هيئة التنسيق الوطنية ,
ولكنه شديد اللهجة على المجلس الوطني وغيره بسبب بعض التصريحات وبعض
المواقف , فيظنها من لا يعرف لهجة العرعور تخوينا وليست كذلك .. لأنه يجوز
للعرعور مالا يحوز لغيره .
3- اتهام العرعور بالتحريض فقط , والناس تموت وهو لا يجيد إلا الصراخ :
الحق أن الكلام في كثير من الأحيان أقوى من الرصاص , بل إن أكبر الجهاد بالإسلام هو كلمة حق عند سلطان جائر ..!
ولكن العرعور وللأمانة وقد لا أذيع سرا - من كلماته التي طالما يقولها -
أن أقول بأن العرعور أحد الداعمين للثورة ماديا واعلاميا وبل عسكريا .
ولا تسألوني عن الدليل , لأن الأيام ستظهره ..
أذكر أنه منذ فترة قريبة ذهب للأردن للإطلاع على أحوال اللاجئين , ففوجئ
بالسجن الذي يعيش فيه العسكريون المنشقون وقرر لهم مبلغ مالي كبير
لمساعدتهم من ماله الخاص ..
لعلي لم أستغرق كل حيثيات هذه الشخصية
السورية التي وإن خبا نورها قليلا , إلا أنها تبقى من أكبر الشخصيات
المؤثرة بالحراك السوري الداخلي .
العرعور .. كلمة كانت ولا زالت
تهمة تلصق بكل من ينافح ضد نظام آل الأسد .. وبل إن كثيرا من الثوار حينما
يصف نفسه بنكتة يقول : أنا ( مندث ثلفي عرعوري )
وأخيرا أظن أنه
مما يجب علينا أن نشد على يديه بالحق , وننصحه بما يخطأ ونأخذ على يده
فنمنعه بطريق ثوري من سلبيات يخوضها أو سيخوضها .. والعرعور كما عرفناه
رجّاع لما يقرره الثوار والمتظاهرون .
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap