ثلاثيَّة الاعتناق----شعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي

ثلاثيَّة الاعتناق




شعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي
الرياض الازدهار 15/5/1432هـ



" من ليبيا وسوريا إلى اليمن ، حكايةٌ طويلةٌ منَ الشجن





بلاد الشَّــــام تضطربُ اضطرابا ... وفي اليمن السعــــيد أرى اكتئابا

وتشـــــــكو ليبيا من جَــــوْرِ باغٍ ... وزُمرتهِ وتنتـــــحب انتحـــــــابا

طُــــــغاةٌ أســـرفوا بغيا وقـــــتلاً ... وقـــد شربوا الدَّم الغــالي شَرابـا

بمـــال شعوبهم صنعوا الرَّزايـــا ... وألقــــوا في وجوههم الحِــــرابا

فللهِ الشعـــــوب وما تُعـــــــــاني ... وقد كشـف الطُّــــغاةُ لها الحجابا

شعـــوبٌ تطــلبُ الإنصافَ ترنو ... إلى عــــدلٍ تفــكُّ به الرِّقــــــــابا

تســــيرُ إلى مطــــالبها ، ولكــنْ ... تواجـهُ في مســـــيرتها الذِّئــــابا

وما لقيــــتْ ذئــــاباً ، بل وحوشاً ... تُثـــبِّتُ مِخــــــلباً فـــــيها ونـــابا

وحُوشاً ، مـالها في الخير فَـــرعٌ ... ولا أَصـــلٌ ، وإنْ لبســـــتْ ثيابا

يا من تحكــــمونَ النَّــــاسَ حكماً ... يحـــوِّلُ روضهم بالظُّـــــلمِ غابا

نســــيتمْ أنَّ ربَّ الكــــــونِ أقوى ... وأنَّ لديــــهِ للبـــــاغي حــــــسابا

قُواكـم كُلُّــــها تغــــــدو هَــــــباء ... أمـــــامَ الحـــــقِّ تنقــــلبُ انقلابا


*** *** ***

بلاد الشَّـــــــامِ يــا من لا يُبـــالي ... بها ، ليســتْ لمــــنْ خانوا رِحابا

وليســـتْ منـــزلاً لولاةِ ظُـــــــلْمٍ ... قـد اغتــصبوا ولايتـــها اغتِصابا

بـــلادُ الشَّـــامِ نَرجَــسةٌ ، شـذاها ... إلى الآفـاقِ ينــــسكِبُ انســــكابا

بـــــلادُ الشَّــــام ســــاقيةٌ ونهـــرٌ ... منَ الخيراتِ ينـــسابُ انســــيابا

فلا سلِـــمتْ يدٌ سرقـــتْ شـــذاها ... وسامتْ شعـــبها الغالي العَــــذابا


*** *** ***
وصنعاءُ المــــفاخِرِ لنْ تُحــــابي ... ظَلوماً غاشِـــما فقـــدَ الصَّـــوابا

هو اليمنُ السعـــيدُ فكيفَ يرضى ... بمنْ أشْــــقاهُ واحــــترَفَ السِّبابا

أيطْمـــعُ في المــــودَّةِ من رماها ... بسهْمِ الحقدِ ، أخــطـأ أو أصابا ؟

صــدورٌ عاريـــــاتٌ كيفَ تُرمى ... ويرجـــونَ مَنْ رماها أنْ يُثـابا ؟


*** *** ***

وأمَّا ليـــــبيا فالوحــــش فــــــيها ... أبَى إلاَّ عِــــــــناداً واحتِــــــرابا

لقــــد ســــلَك الطَّريقَ إلى خــتامٍ ... يَسُـــــــفُّ بهِ من الـذلِّ التـــــرابا

تجــــاوزَ في الجريمةِ كلَّ حـــــدٍّ ... وفي طُغـــيانِه انصَبَّ انصـــبابا

بمالِ الشَّعــــبِ يقتُـــــلُه ليـــــبقى ... وهل يبقى الذي قَــــدَحَ الثِّــــقابا

أراهُ إلى نهــــــــــايـــــتهِ مُغِــــذِّاً ... إليها السَّـــيرَ ، قد دفــــع الرِّكابا

ألا يا ليـــــبيا صبـــــراً ، وكوني ... على ما يُعظِــمُ الأجـــــر احتسابا

حـــــزِنَّا ـ إيْ وخالقــــــنا ـ حَزِنَّا ... ونحـــــنُ نرى دمَ القـتلى خضابا

ولكِــــــــــنَّا تعــــلَّقــنا بـــــــربٍّ ... يهــوِّن ـ حيــــنَ تشتدُّ ـ الصِّعابا


*** *** ***

أيا من تحكمـــونَ بغيــــــرِ وعيٍ ... و لا عدْلٍ ، ستــــلقونَ العِـــــقابا

أقولُ لكم ، وللأحــــــداثِ صوتٌ ... نزيـــدُ بهِ وجوهكمُ اغــــــترابا :

أيطــــمعُ حاكمٌ في حُــــبِّ شعبٍ ... وقد قــــتلتْ عصابتُهُ الشَّــــبابا ؟

أيطـــمعُ في ولاءِ النَّـــــاسِ يوماً ... ولم يفــــــتحْ إلى الإنصافِ بابا ؟

أقولُ لكم : خســـــــرتُم كلَّ شيءٍ ... ونجـــمُ صعودكم ولَّى وغـــــابا

جزيت خيرا أخي( أكثر من رائع )

واه اسفاه كنا نعاني جــرح واحد فقد غدت اليوم جــــــــــــــــراح.... اصبحنا دمى حقيرة بالفعل امام ايدي حكامنا .... الله المستعان ...


جزيت اخي ...