مقالات
أبشر يا شيخنا القرضاوي
إبتسام اّل سعد
إن لم تخف على نفسك فنحن نخاف عليك.. إن لم تخش على حياتك فنحن أولى بأن نخشى عليها.. فليس أنت بالإنسان الذي نحب فراقه ولست بالشخصية التي إن غابت شمسها استعضنا بنور القمر وقلنا شيء يعوض شيئاً!.. ولكنك تمثل لنا كوناً بكامل قواه وفحواه من الأقمار والنجوم والشموس والكواكب والمجرات والنيازك والشهب والألسنة الملتهبة وكيف لا وأنت من نهتدي به بعد كتاب الله وسنة رسوله الكريم إلى طريق يسير معبد إلى الجنة بإذن الله..
وأقولها لك مرة ثانية وثالثة وألفاً إن لم تخف على نفسك فنحن نخاف عليك ومن لا يخشى على روحك الجليلة من أن يطولها ضرر ما، فأبشر فلديك مليار ونصف مليار مسلم يخشون عليك من نسمة الهواء أن تجرح صفحة وجهك المنيرة، وأحمد الله إنني ضمن هذا الجيش الضخم الذي سيستل سيفه وسيستبسل للدفاع عنك دون أن يتردد ولو جزء من الثانية من الذود عنك والدفاع عن نعمة وجودك بيننا..
ابشر يا سيدي الجليل إن لم تأتك الأجساد تزحف لنصرتك فإن الأرواح تسابق نفسها جنوداً لك فليس القذافي وأشباهه من الطواغيت من يستطيع أن يسلب روحك الطيبة من وسطنا وليس القذافي وأنصاف زبانيته المضللة من يقدر على أن يمس شعرة من رأسك الطيب ورب العالمين يحفك بنصرة من عنده ثم بالتفافنا حولك..
شيخنا القرضاوي ربما أكون من الآلاف الذين تتلمذوا على يديك ونهلوا من فكرك وبحر علمك لكني أعد نفسي — واسمح لي أن أعطي نفسي هذا التمييز — من أشد التلاميذ غيرة على أستاذهم وأكثر حباً له.. فوالله لو أتتني فرصة التعبير عن هذه الغيرة لكنت مرابطة أمام منزلك خشية أن يأمن العدو مسلكه صوبك فلست بالتي تأبه للخطر إن كانت من تهتم له قد يواجهه ولو باليسير اليسير منه فكيف إذا كان من تحيطه التهديدات وتتربص به المقل الحاقدة هو من على الأمة الإسلامية جمعاء أن توحد نصرتها ودفاعها عنه وهو أنت أطال الله في عمرك وجعلك شوكة لا تحيد في أعناق من حادوا عن الحق واجتنبوا طريقه..
وقد تابعت وبكل شغف ومحبة ونصرة واندفاع مواقفك التي سايرت ثورة الياسمين في تونس وثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر المحروسة والآن تقف كالجبل الصامد في ثورة السابع عشر من فبراير لشعب ليبيا الأبي أمام الطاغية القذافي الذي يبيد شعبه بدموية ووقاحة تدل على ان هذا الرجل يبدو فاقداً لعقله وانه ضحية لحبوب الهلوسة التي يتعاطاها ورغم ذلك فهو على رأس دولة عربية مسلمة تلقى اليوم ما لا تتحمله عين ترى ولا قلب يشعر وقد استمددت من موقفك ما يغذي قلمي للكتابة والتعبير عما يجول بخاطر فتاة مسلمة تملك من الإحساس تجاه شعوب هذه الدول ما يجعل من مقالاتها جريحة، السطور نازفة الحبر، وهل تملك التلميذة سوى أن تتعلم من معلمها ما تدين له بالفضل حين تبكي ألماً وتستنزف قلمها لعرض مأساتها المندمجة تلقائياً مع آلام التونسيين والمصريين والليبيين في ثورات كنت فيها أيها الشيخ الكريم رمحاً مغروساً في قلوب من ظنوا ان عالم الكراسي حي لا يموت.
ولذا حق لك وواجب علينا أن تجد اليوم قيمتك بيننا حينما كثرت الدعوات الغاشمة لحجبك عن الشاشات الفضائية ومنعك من استباحة دماء هؤلاء ممن استباحوا البلاد والعباد وخصوصاً هذا المختل القذافي الذي استبحت دمه ودعوت وبكل شجاعة لقتله وجعلت كل ذلك في رقبتك حتى يوم الدين وأنا والله معك فلم أكن يوماً طالبة ثأر ولا طالبة دم من أحد لكنني أجد نفسي اليوم وأنا أشاهد شوارع ومستشفيات ليبيا وقد غدت أنهاراً من سيل الدماء البريئة التي يقصفها القذافي بطائراته الحربية وجثث الشهداء ينتشلها هؤلاء المختلون من أتباعه ويحرقونها لكي لا يعرف أحد هويتها أول المطالبين برأس هذا المعتوه وأن يبادر من الذين يستطيعون الاقتراب منه أن يفك ليبيا والعالم من شره وجبروته وغروره الذي فاق فرعون عتياً وظلماً وطوبى لمن يفعلها والله..
ولكن إن لم تخف على نفسك فأنا أخاف عليك وأخشى من يد غادرة تحاول أن تستل أظفارها المسمومة من الظلام وتنتشلك من بيننا ونحن في غمرة الحزن على ما يجري الآن في ليبيا العظيمة رغم انك القوي وهو الضعيف وأنت المؤمن وهو الضال العابد للكرسي والسلطة رغم مرور ما يزيد على أربعة عقود كان القذافي فيها المتسلط الظالم المعتدي الذي ولاه الله زعامة بلد غني بالثروات النفطية فطغى وفرق الأموال الطائلة عليه وعلى أبنائه الذين لا يختلفون عنه في الغرور والهلوسة والتكبر والجبروت وما أشد جهنم شوقاً لهم ولأمثالهم بإذن الله..
وعليه فإنني أعلنها وأرجو أن يشاركني غيري هذه الرغبة في أن توفر الدولة للشيخ القرضاوي الحماية الكافية التي تؤمن له حياته أينما شد رحاله أو وطئ بلداً وشرف مكاناً فهذه من مسؤولية من يحب هذا الرجل الفاضل الذي قضى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين وعايش آلام هذه الأمة التي تمخر المصائب عباب سمائها المصيبة تلو الأخرى.. احموا شيخنا ودعونا نشارككم هذه المسؤولية التي سأتشرف بحملها لو أُتيحت لي الفرصة لذلك ولن أتأخر فلست بالفتاة العاصية ولا الناكرة لفضل الأب فكيف بهذا الرجل الكريم الفضيل الذي أشهد أنه أبي رغم اختلاف الأسماء وإنكار شهادة الميلاد لتوثيق هذه القرابة ولكني تلميذة صغيرة لا تملك سوى الاقتداء بمعلمها وما المعلم سوى أب حنون في النهاية.
فاصلة اخيرة:
يا أمتي، صبراً، فليلك كاد يسفر عن صباح
لابد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح
والليل إن تشتد ظلمته نقول: الفجر لاح
صدقت يا أبي.
المصدر: الشرق القطرية
أبشر يا شيخنا القرضاوي
إبتسام اّل سعد
إن لم تخف على نفسك فنحن نخاف عليك.. إن لم تخش على حياتك فنحن أولى بأن نخشى عليها.. فليس أنت بالإنسان الذي نحب فراقه ولست بالشخصية التي إن غابت شمسها استعضنا بنور القمر وقلنا شيء يعوض شيئاً!.. ولكنك تمثل لنا كوناً بكامل قواه وفحواه من الأقمار والنجوم والشموس والكواكب والمجرات والنيازك والشهب والألسنة الملتهبة وكيف لا وأنت من نهتدي به بعد كتاب الله وسنة رسوله الكريم إلى طريق يسير معبد إلى الجنة بإذن الله..
وأقولها لك مرة ثانية وثالثة وألفاً إن لم تخف على نفسك فنحن نخاف عليك ومن لا يخشى على روحك الجليلة من أن يطولها ضرر ما، فأبشر فلديك مليار ونصف مليار مسلم يخشون عليك من نسمة الهواء أن تجرح صفحة وجهك المنيرة، وأحمد الله إنني ضمن هذا الجيش الضخم الذي سيستل سيفه وسيستبسل للدفاع عنك دون أن يتردد ولو جزء من الثانية من الذود عنك والدفاع عن نعمة وجودك بيننا..
ابشر يا سيدي الجليل إن لم تأتك الأجساد تزحف لنصرتك فإن الأرواح تسابق نفسها جنوداً لك فليس القذافي وأشباهه من الطواغيت من يستطيع أن يسلب روحك الطيبة من وسطنا وليس القذافي وأنصاف زبانيته المضللة من يقدر على أن يمس شعرة من رأسك الطيب ورب العالمين يحفك بنصرة من عنده ثم بالتفافنا حولك..
شيخنا القرضاوي ربما أكون من الآلاف الذين تتلمذوا على يديك ونهلوا من فكرك وبحر علمك لكني أعد نفسي — واسمح لي أن أعطي نفسي هذا التمييز — من أشد التلاميذ غيرة على أستاذهم وأكثر حباً له.. فوالله لو أتتني فرصة التعبير عن هذه الغيرة لكنت مرابطة أمام منزلك خشية أن يأمن العدو مسلكه صوبك فلست بالتي تأبه للخطر إن كانت من تهتم له قد يواجهه ولو باليسير اليسير منه فكيف إذا كان من تحيطه التهديدات وتتربص به المقل الحاقدة هو من على الأمة الإسلامية جمعاء أن توحد نصرتها ودفاعها عنه وهو أنت أطال الله في عمرك وجعلك شوكة لا تحيد في أعناق من حادوا عن الحق واجتنبوا طريقه..
وقد تابعت وبكل شغف ومحبة ونصرة واندفاع مواقفك التي سايرت ثورة الياسمين في تونس وثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر المحروسة والآن تقف كالجبل الصامد في ثورة السابع عشر من فبراير لشعب ليبيا الأبي أمام الطاغية القذافي الذي يبيد شعبه بدموية ووقاحة تدل على ان هذا الرجل يبدو فاقداً لعقله وانه ضحية لحبوب الهلوسة التي يتعاطاها ورغم ذلك فهو على رأس دولة عربية مسلمة تلقى اليوم ما لا تتحمله عين ترى ولا قلب يشعر وقد استمددت من موقفك ما يغذي قلمي للكتابة والتعبير عما يجول بخاطر فتاة مسلمة تملك من الإحساس تجاه شعوب هذه الدول ما يجعل من مقالاتها جريحة، السطور نازفة الحبر، وهل تملك التلميذة سوى أن تتعلم من معلمها ما تدين له بالفضل حين تبكي ألماً وتستنزف قلمها لعرض مأساتها المندمجة تلقائياً مع آلام التونسيين والمصريين والليبيين في ثورات كنت فيها أيها الشيخ الكريم رمحاً مغروساً في قلوب من ظنوا ان عالم الكراسي حي لا يموت.
ولذا حق لك وواجب علينا أن تجد اليوم قيمتك بيننا حينما كثرت الدعوات الغاشمة لحجبك عن الشاشات الفضائية ومنعك من استباحة دماء هؤلاء ممن استباحوا البلاد والعباد وخصوصاً هذا المختل القذافي الذي استبحت دمه ودعوت وبكل شجاعة لقتله وجعلت كل ذلك في رقبتك حتى يوم الدين وأنا والله معك فلم أكن يوماً طالبة ثأر ولا طالبة دم من أحد لكنني أجد نفسي اليوم وأنا أشاهد شوارع ومستشفيات ليبيا وقد غدت أنهاراً من سيل الدماء البريئة التي يقصفها القذافي بطائراته الحربية وجثث الشهداء ينتشلها هؤلاء المختلون من أتباعه ويحرقونها لكي لا يعرف أحد هويتها أول المطالبين برأس هذا المعتوه وأن يبادر من الذين يستطيعون الاقتراب منه أن يفك ليبيا والعالم من شره وجبروته وغروره الذي فاق فرعون عتياً وظلماً وطوبى لمن يفعلها والله..
ولكن إن لم تخف على نفسك فأنا أخاف عليك وأخشى من يد غادرة تحاول أن تستل أظفارها المسمومة من الظلام وتنتشلك من بيننا ونحن في غمرة الحزن على ما يجري الآن في ليبيا العظيمة رغم انك القوي وهو الضعيف وأنت المؤمن وهو الضال العابد للكرسي والسلطة رغم مرور ما يزيد على أربعة عقود كان القذافي فيها المتسلط الظالم المعتدي الذي ولاه الله زعامة بلد غني بالثروات النفطية فطغى وفرق الأموال الطائلة عليه وعلى أبنائه الذين لا يختلفون عنه في الغرور والهلوسة والتكبر والجبروت وما أشد جهنم شوقاً لهم ولأمثالهم بإذن الله..
وعليه فإنني أعلنها وأرجو أن يشاركني غيري هذه الرغبة في أن توفر الدولة للشيخ القرضاوي الحماية الكافية التي تؤمن له حياته أينما شد رحاله أو وطئ بلداً وشرف مكاناً فهذه من مسؤولية من يحب هذا الرجل الفاضل الذي قضى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين وعايش آلام هذه الأمة التي تمخر المصائب عباب سمائها المصيبة تلو الأخرى.. احموا شيخنا ودعونا نشارككم هذه المسؤولية التي سأتشرف بحملها لو أُتيحت لي الفرصة لذلك ولن أتأخر فلست بالفتاة العاصية ولا الناكرة لفضل الأب فكيف بهذا الرجل الكريم الفضيل الذي أشهد أنه أبي رغم اختلاف الأسماء وإنكار شهادة الميلاد لتوثيق هذه القرابة ولكني تلميذة صغيرة لا تملك سوى الاقتداء بمعلمها وما المعلم سوى أب حنون في النهاية.
فاصلة اخيرة:
يا أمتي، صبراً، فليلك كاد يسفر عن صباح
لابد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح
والليل إن تشتد ظلمته نقول: الفجر لاح
صدقت يا أبي.
المصدر: الشرق القطرية
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap