[size=18]
الإعلام الإسلامي .. إشكالية الصناعة
منذ الانطلاقة الأولى للإعلام الإسلامي باعتباره رافداًَ فاعلاً للرسالة القيمية ضمن منظومة الإعلام الهادف الأوسع انتشاراً شكلت ومازالت الرسالة (المحتوى) مركزاً للتحرك واطاراً عاماً للمشاهدة وفي حين نجحت كثير من مشاريع الإعلام الهادف الناطقة بالعربية الإخبارية والاجتماعية والاقتصادية لاعتبارات كثيرة في الانتقال إلى مستوى الصناعة وجعل المعلومة الأولية متوافقة ومتطلبات الوسيلة ودائرة ضمن سلسلة اشتراطاتها المهنية ومؤكدة مركزاً متقدماً في عالم الفضائيات ورقما مهما في نسبة المشاهدة بقي الإعلام الإسلامي الهادف وهو الإعلام القيمي الجاد المتحرك وفق الضوابط الشرعية أياً كانت المدرسة الفقهية التي يرتدي ردائها أكانت موسعة أم مقيدة بقي هذا الإعلام في الجملة رهين رسالته متناسياً حاجات الجمهور المستهدف وسرعة تغيرها نتيجة مراكمة خبرة المشاهدة وتنوع الخيارات المتاحة والانتقال من آفاق فكرية إلى أخرى في ظل طفرة منافسة حرة في الفضاء.
البداية والمآلات
في البدايات الأولى كان الفراغ الفضائي الذي يلبي حاجة الشريحة المحافظة دافعاً لالتئامها أمام أي تجربة فضائية تراعي ضوابطها وتنطلق من منطلقاتها وتحافظ على اتجاهاتها القيمية وبذلك كانت السنوات الأولى سنوات الطفرة والاستقطاب والمشاهدة بحوافز دينية تستند إلى خطاب شرعي وتوجيه دعوي كبيرة في أوساط هذه الشريحة الأساسية في المجتمع العربي.
كان من ابرز سمات تلك المرحلة ضعف خبرة المشاهدة لدى المشاهد قابلها ضعف الاعتناء بالمعايير الفنية والإيقاع الحركي والصورة والقوالب الإعدادية التي تخرج منها المعاني والقيم الرسالية ليشكل المضمون قالباً جاهزاً يتقبله المستفيد دون اكتراث في أي دائرة تشكل ..لكن ماذا بعد سنوات من تجربة المشاهدة للمرسل إليه وسنوات من تجربة الممارسة للمرسل ؟
التغير الذي حدث لدى المشاهد هو فكري في الأساس تبعه بحث في أشكال برامجية أكثر احترافية تعبر عن همومه قابله تحلق حول اطر محددة وقوالب سماها أستاذي الكبير في احد لقاءاتي به الأستاذ جعفر عباس( بالرؤوس المتحركة) وهذه القوالب برامجها على تنوع مضامينها لاتخرج عن حوارات تصيب المشاهد بملل في أحايين كثيرة بسبب كثرتها وبسبب افتقاد الكثير منها للآليات المهنية لصناعة الحوار التليفزيوني الجاذب المشوق فالأسئلة المفتوحة تعطيك إجابات نهائية لايحتاج المشاهد بعدها لوقت للمتابعة والأسئلة الأكثر إثارة لاتعطى دفعة واحدة فضلا عن أن تأخيرها عن مركز المقدمة في الحوار يجعل حالة الثقة بينك وبين المشاهد مهتزة خاصة وأنت على يقين أن مشاهدك باتت خياراته الرحبة في الفضاء الكبير أكثر اتساعاًَ وقدرته على مشاهدة مايدور في الشارع عبر التقارير الميدانية الأكثر ابهاراً وملامسة لحاجته في قنوات أخرى لاتحمل ذات المضمون أسهل وأسرع.
رغبات اتسعت وخيارات تعددت في مقابل مواكبة أقل من فضائيات كان يلزمها التحرك حتى لاتفقد رصيد النجاح الكبير ولئن نجحت قنوات قليلة جدا في هذا التحدي فقد غرقت الغالبية في أتونه.
الجمهور الخبير
كان المطلوب أن يحافظ هذا النوع من الإعلام الهادف على أولوية الخيارات لدى المشاهد الأساسي وزادت الطموحات بالوصول إلى عوالم أخرى من المشاهدين وفي ظل الثبات على ذات الاتجاهات في الوسائل وتكاثر السلبيات تجاه عدم الاعتناء بالتدريب وضعف الموارد المالية والتكاثر الغير مبرر للقنوات والابتعاد عن التكامل والتنسيق وغياب المتخصصين في إدارة المؤسسات الإعلامية فضلاً عن الكوادر المؤهلة للإبحار في فضاء المنافسة ناهيك عن مظاهر باتت مؤلمة من ندرة البرامج المميزة وشح الإنتاج المحترف وتناسخ التجارب الضعيفة وفقدان التأهيل لمقدمي البرامج بالشكل الذي يجعل من المقدم رسالة القناة للجمهور كل هذه السلبيات تظل إطاراً عاماً للإشكاليات تبدأ بغياب المتخصص وتنتهي بإفرازات ما بعد تغييب المتخصصين في حلقة مفرغة ينبغي إحداث حالة صادقة من النقد الايجابي الذي يحتفي بالنماذج القليلة جداً الناجحة وبعثرت السلبيات على طاولة المصارحة وفتح
أبواب التغيير
ولعل أول انطلاقة يمكن أن تدفع في هذا الاتجاه ما تشكل قبل أشهر من نخبة من الأكاديميين والمتخصصين الإعلاميين الذين تحركوا لإطلاق منظمة عالمية للإعلام الهادف تحاول الأخذ بيد التجارب الجديدة وإعادة توجيهها في المسار الإعلامي الذي يحقق الأهداف الكبرى للأمة والذي يضع الاعتبار للشروط الفنية بحيث تتحرك الرسائل بمقدار محدود يسمح بوصوله للناس بدل التركيز وتكثيف حضور لا يبقى معها للمشاهدة طعم في ظل ثورة الإعلام الجديد وما تفرضه حركة الصورة وتأثير الإنفاق السخي من الحكومات ورجال الأعمال تجاه إعلام الترفيه بعيداً عن منهجيات الضبط الشرعي ودون الالتفات لنوعية البرامج السلبية التي تفقد أبنائنا قيمهم وتعجل بتحريك الأجيال نحو الارتهان للمنجز الثقافي الغربي وتناسي الموروث الأصيل لهذه الأمة.
المطلوب هو ضمان وصول الرسالة القيمية حتى ولو كانت محدودة الكم مع أهمية مراعاة الجوانب الفنية التنافسية وقوالب البرامج الحديثة والانفتاح على الممكن المتاح والمتوافق شرعاً مع أهدافنا وأن يتحرك في ذات الاتجاه الفقهاء المتخصصون ليقدموا المصلحة المعتبرة لا المتوهمة في خدمة المقاصد الكلية والغايات الشرعية الأساسية بحيث لا ينحرف الإعلام في اختياراته الفرعية عن تنكب نهاية الطريق الرسالي الذي يحقق أهداف الأمة وهنا يتعزز مفهوم الإتقان في إعادة قراءة بنية وهياكل مؤسسات الإعلام الإسلامي وإعادة المتخصصين لها وفتح أبواب الممارسة الإعلامية المرتبطة بخطوات دقيقة وقياس أداء ورقابة فنية بالإضافة إلى ضرورة اندماج التجارب الإعلامية الصغيرة في عمل مؤسسي واحد مع قبول حالة الاختلاف الفكري مادام المسار والهدف الرئيس واحد ولنتعلم كيف نقيم مشاريعنا القيمية بمهارة ولتتحول اختلافاتنا رافداً للتنوع بدل أن تصبح حالة صراع يخسر معها الجميع فهذه الصناعة عمودها الفقري المال وبدون التكتل والاندماج لن تكون هناك صناعة بل تجارب مبعثرة تستقطب المئات أو الآلاف في حين تقف مشاريع وحيدة في وسطنا العربي والعالمي تنجذب إليه عشرات الملايين.
هي حالة نجاح كنا ومازلنا نحافظ على بعض أشكالها لكن وحتى نعيد لها وهج الحياة وطابع المنافسة ونتأكد من قدرتها على الاستمرار والتأثير في ظل ظروف ضاغطة أمنية وسياسية وصراع قيمي خطير تتعرض له المجتمعات العربية وعظم الدور الدعوي والتثقيفي الذي يحمله هذا النوع من الإعلام ينبغي أن ننظر للوراء ونعيد بناء الخطوات والقفز لمربعات التفوق يستلزم الإيمان اليقيني بضرورات الإتقان في الصنعة.
توجيه القيم
لا يختلف الكثير على أهمية الرسالة المضمون الذي يحتويه ما يسمى بالإعلام الإسلامي الهادف والتفريق هنا ضروري بينه وبين حالة إعلام منضبط شرعياً لكن أهدافه تجارية وشاهدنا تمظهراته في قنوات الحوار المكتوب وتفسير الأحلام والرسائل النصية مدفوعة الأجر دون الالتفات لأي رسالة جادة تبثها الشاشة.
ومع هذه الأهمية للمحتوى يلزم المتخصصين من خلال تحليل المضمون اكتشاف نوعية القيم التي تبثها كل قناة فضائية هادفة حتى يمكن وضع نوع وكم القيم المتدفقة من منظومة هذه القنوات المحددة في إطار النقد الايجابي والسابر لأغوار احتياج المشاهد وملائمة القيم للجمهور المستهدف الكلي للقناة أو للبرامج المتخصصة داخل خارطة البرامج اليومية ومن هنا تكمن الأهمية في إعادة توجيه القيم وتوافقها للمرحلة السنية وفق خطة إستراتيجية للقيم تنخرط لتحديد إطارها ومستويات تنفيذها مؤسسات تربوية وثقافية واجتماعية وإعلامية وتصبح رأس حربتها منظومة الإعلام الإسلامي الهادف.
من الطفرة إلى الصناعة
أمام هذا النوع من الإعلام مساحة سابقة للنجاح ومساحة مستقبلية ممكنة للتفوق عليه أن لا يفقدها فقوة الرسالة وجدية المضمون تبقيه مؤثراً في زخم الإمكانات لكن البقاء في مربع رصيد القيمة غير كافي في هذا الوقت وهو ما يعني إطلاق الأيادي والعقول للتفكير والعمل المؤسسي المنضبط بضابط الإتقان ورداء التخصص وفتح مجالات التنسيق والتكامل ورفع هامش الحرية والحذر في لغة الخطاب الذي يجذب المتربصين.
رغم وجود نجاحات تعد مميزة في فترات سابقة لكن وحتى لا تصبح طفرة ساعدت عليها ظروف خاصة ينبغي أن نتحول إلى جسر الهوة الحاصلة بين أداء الهواة واحتراف الصناعة بحيث تتحول المشكلة إلى حل وتصبح بوابة للمنافسة وتعطى للوسيلة أهميتها وللتقنيات دورها وللمعايير المهنية حقها وتصبح الرسالة حاضرة بلغة مشوقة جذابة متعايشة مع هموم الناس مدركة لأهمية مقياس هامش الحرية في الإقبال الجماهيري [/siz
إسلام أون لاين
الإعلام الإسلامي .. إشكالية الصناعة
منذ الانطلاقة الأولى للإعلام الإسلامي باعتباره رافداًَ فاعلاً للرسالة القيمية ضمن منظومة الإعلام الهادف الأوسع انتشاراً شكلت ومازالت الرسالة (المحتوى) مركزاً للتحرك واطاراً عاماً للمشاهدة وفي حين نجحت كثير من مشاريع الإعلام الهادف الناطقة بالعربية الإخبارية والاجتماعية والاقتصادية لاعتبارات كثيرة في الانتقال إلى مستوى الصناعة وجعل المعلومة الأولية متوافقة ومتطلبات الوسيلة ودائرة ضمن سلسلة اشتراطاتها المهنية ومؤكدة مركزاً متقدماً في عالم الفضائيات ورقما مهما في نسبة المشاهدة بقي الإعلام الإسلامي الهادف وهو الإعلام القيمي الجاد المتحرك وفق الضوابط الشرعية أياً كانت المدرسة الفقهية التي يرتدي ردائها أكانت موسعة أم مقيدة بقي هذا الإعلام في الجملة رهين رسالته متناسياً حاجات الجمهور المستهدف وسرعة تغيرها نتيجة مراكمة خبرة المشاهدة وتنوع الخيارات المتاحة والانتقال من آفاق فكرية إلى أخرى في ظل طفرة منافسة حرة في الفضاء.
البداية والمآلات
في البدايات الأولى كان الفراغ الفضائي الذي يلبي حاجة الشريحة المحافظة دافعاً لالتئامها أمام أي تجربة فضائية تراعي ضوابطها وتنطلق من منطلقاتها وتحافظ على اتجاهاتها القيمية وبذلك كانت السنوات الأولى سنوات الطفرة والاستقطاب والمشاهدة بحوافز دينية تستند إلى خطاب شرعي وتوجيه دعوي كبيرة في أوساط هذه الشريحة الأساسية في المجتمع العربي.
كان من ابرز سمات تلك المرحلة ضعف خبرة المشاهدة لدى المشاهد قابلها ضعف الاعتناء بالمعايير الفنية والإيقاع الحركي والصورة والقوالب الإعدادية التي تخرج منها المعاني والقيم الرسالية ليشكل المضمون قالباً جاهزاً يتقبله المستفيد دون اكتراث في أي دائرة تشكل ..لكن ماذا بعد سنوات من تجربة المشاهدة للمرسل إليه وسنوات من تجربة الممارسة للمرسل ؟
التغير الذي حدث لدى المشاهد هو فكري في الأساس تبعه بحث في أشكال برامجية أكثر احترافية تعبر عن همومه قابله تحلق حول اطر محددة وقوالب سماها أستاذي الكبير في احد لقاءاتي به الأستاذ جعفر عباس( بالرؤوس المتحركة) وهذه القوالب برامجها على تنوع مضامينها لاتخرج عن حوارات تصيب المشاهد بملل في أحايين كثيرة بسبب كثرتها وبسبب افتقاد الكثير منها للآليات المهنية لصناعة الحوار التليفزيوني الجاذب المشوق فالأسئلة المفتوحة تعطيك إجابات نهائية لايحتاج المشاهد بعدها لوقت للمتابعة والأسئلة الأكثر إثارة لاتعطى دفعة واحدة فضلا عن أن تأخيرها عن مركز المقدمة في الحوار يجعل حالة الثقة بينك وبين المشاهد مهتزة خاصة وأنت على يقين أن مشاهدك باتت خياراته الرحبة في الفضاء الكبير أكثر اتساعاًَ وقدرته على مشاهدة مايدور في الشارع عبر التقارير الميدانية الأكثر ابهاراً وملامسة لحاجته في قنوات أخرى لاتحمل ذات المضمون أسهل وأسرع.
رغبات اتسعت وخيارات تعددت في مقابل مواكبة أقل من فضائيات كان يلزمها التحرك حتى لاتفقد رصيد النجاح الكبير ولئن نجحت قنوات قليلة جدا في هذا التحدي فقد غرقت الغالبية في أتونه.
الجمهور الخبير
كان المطلوب أن يحافظ هذا النوع من الإعلام الهادف على أولوية الخيارات لدى المشاهد الأساسي وزادت الطموحات بالوصول إلى عوالم أخرى من المشاهدين وفي ظل الثبات على ذات الاتجاهات في الوسائل وتكاثر السلبيات تجاه عدم الاعتناء بالتدريب وضعف الموارد المالية والتكاثر الغير مبرر للقنوات والابتعاد عن التكامل والتنسيق وغياب المتخصصين في إدارة المؤسسات الإعلامية فضلاً عن الكوادر المؤهلة للإبحار في فضاء المنافسة ناهيك عن مظاهر باتت مؤلمة من ندرة البرامج المميزة وشح الإنتاج المحترف وتناسخ التجارب الضعيفة وفقدان التأهيل لمقدمي البرامج بالشكل الذي يجعل من المقدم رسالة القناة للجمهور كل هذه السلبيات تظل إطاراً عاماً للإشكاليات تبدأ بغياب المتخصص وتنتهي بإفرازات ما بعد تغييب المتخصصين في حلقة مفرغة ينبغي إحداث حالة صادقة من النقد الايجابي الذي يحتفي بالنماذج القليلة جداً الناجحة وبعثرت السلبيات على طاولة المصارحة وفتح
أبواب التغيير
ولعل أول انطلاقة يمكن أن تدفع في هذا الاتجاه ما تشكل قبل أشهر من نخبة من الأكاديميين والمتخصصين الإعلاميين الذين تحركوا لإطلاق منظمة عالمية للإعلام الهادف تحاول الأخذ بيد التجارب الجديدة وإعادة توجيهها في المسار الإعلامي الذي يحقق الأهداف الكبرى للأمة والذي يضع الاعتبار للشروط الفنية بحيث تتحرك الرسائل بمقدار محدود يسمح بوصوله للناس بدل التركيز وتكثيف حضور لا يبقى معها للمشاهدة طعم في ظل ثورة الإعلام الجديد وما تفرضه حركة الصورة وتأثير الإنفاق السخي من الحكومات ورجال الأعمال تجاه إعلام الترفيه بعيداً عن منهجيات الضبط الشرعي ودون الالتفات لنوعية البرامج السلبية التي تفقد أبنائنا قيمهم وتعجل بتحريك الأجيال نحو الارتهان للمنجز الثقافي الغربي وتناسي الموروث الأصيل لهذه الأمة.
المطلوب هو ضمان وصول الرسالة القيمية حتى ولو كانت محدودة الكم مع أهمية مراعاة الجوانب الفنية التنافسية وقوالب البرامج الحديثة والانفتاح على الممكن المتاح والمتوافق شرعاً مع أهدافنا وأن يتحرك في ذات الاتجاه الفقهاء المتخصصون ليقدموا المصلحة المعتبرة لا المتوهمة في خدمة المقاصد الكلية والغايات الشرعية الأساسية بحيث لا ينحرف الإعلام في اختياراته الفرعية عن تنكب نهاية الطريق الرسالي الذي يحقق أهداف الأمة وهنا يتعزز مفهوم الإتقان في إعادة قراءة بنية وهياكل مؤسسات الإعلام الإسلامي وإعادة المتخصصين لها وفتح أبواب الممارسة الإعلامية المرتبطة بخطوات دقيقة وقياس أداء ورقابة فنية بالإضافة إلى ضرورة اندماج التجارب الإعلامية الصغيرة في عمل مؤسسي واحد مع قبول حالة الاختلاف الفكري مادام المسار والهدف الرئيس واحد ولنتعلم كيف نقيم مشاريعنا القيمية بمهارة ولتتحول اختلافاتنا رافداً للتنوع بدل أن تصبح حالة صراع يخسر معها الجميع فهذه الصناعة عمودها الفقري المال وبدون التكتل والاندماج لن تكون هناك صناعة بل تجارب مبعثرة تستقطب المئات أو الآلاف في حين تقف مشاريع وحيدة في وسطنا العربي والعالمي تنجذب إليه عشرات الملايين.
هي حالة نجاح كنا ومازلنا نحافظ على بعض أشكالها لكن وحتى نعيد لها وهج الحياة وطابع المنافسة ونتأكد من قدرتها على الاستمرار والتأثير في ظل ظروف ضاغطة أمنية وسياسية وصراع قيمي خطير تتعرض له المجتمعات العربية وعظم الدور الدعوي والتثقيفي الذي يحمله هذا النوع من الإعلام ينبغي أن ننظر للوراء ونعيد بناء الخطوات والقفز لمربعات التفوق يستلزم الإيمان اليقيني بضرورات الإتقان في الصنعة.
توجيه القيم
لا يختلف الكثير على أهمية الرسالة المضمون الذي يحتويه ما يسمى بالإعلام الإسلامي الهادف والتفريق هنا ضروري بينه وبين حالة إعلام منضبط شرعياً لكن أهدافه تجارية وشاهدنا تمظهراته في قنوات الحوار المكتوب وتفسير الأحلام والرسائل النصية مدفوعة الأجر دون الالتفات لأي رسالة جادة تبثها الشاشة.
ومع هذه الأهمية للمحتوى يلزم المتخصصين من خلال تحليل المضمون اكتشاف نوعية القيم التي تبثها كل قناة فضائية هادفة حتى يمكن وضع نوع وكم القيم المتدفقة من منظومة هذه القنوات المحددة في إطار النقد الايجابي والسابر لأغوار احتياج المشاهد وملائمة القيم للجمهور المستهدف الكلي للقناة أو للبرامج المتخصصة داخل خارطة البرامج اليومية ومن هنا تكمن الأهمية في إعادة توجيه القيم وتوافقها للمرحلة السنية وفق خطة إستراتيجية للقيم تنخرط لتحديد إطارها ومستويات تنفيذها مؤسسات تربوية وثقافية واجتماعية وإعلامية وتصبح رأس حربتها منظومة الإعلام الإسلامي الهادف.
من الطفرة إلى الصناعة
أمام هذا النوع من الإعلام مساحة سابقة للنجاح ومساحة مستقبلية ممكنة للتفوق عليه أن لا يفقدها فقوة الرسالة وجدية المضمون تبقيه مؤثراً في زخم الإمكانات لكن البقاء في مربع رصيد القيمة غير كافي في هذا الوقت وهو ما يعني إطلاق الأيادي والعقول للتفكير والعمل المؤسسي المنضبط بضابط الإتقان ورداء التخصص وفتح مجالات التنسيق والتكامل ورفع هامش الحرية والحذر في لغة الخطاب الذي يجذب المتربصين.
رغم وجود نجاحات تعد مميزة في فترات سابقة لكن وحتى لا تصبح طفرة ساعدت عليها ظروف خاصة ينبغي أن نتحول إلى جسر الهوة الحاصلة بين أداء الهواة واحتراف الصناعة بحيث تتحول المشكلة إلى حل وتصبح بوابة للمنافسة وتعطى للوسيلة أهميتها وللتقنيات دورها وللمعايير المهنية حقها وتصبح الرسالة حاضرة بلغة مشوقة جذابة متعايشة مع هموم الناس مدركة لأهمية مقياس هامش الحرية في الإقبال الجماهيري [/siz
إسلام أون لاين
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap