من أروع ما قرأته في التأصيل العلمي للبدعة من شخص متخصص في أصول الفقه ..
حيث أنه سؤال الدكتور الفاضل أيمن هاروش عن حكم البدعة فأجاب :
********** ************* *************
س3- ذكرت أنك تكره البدعة, لكن بالله عليك ما هو الفرق بين البدعة و الإبداع الذي هو أساس التطور و التقدم و الذي نحن بحاجة له كأمة لتنهض ؟
ج3 - سؤال جميل و يحتاج لنفس طويل في الإجابة و لعل الله يلهمني الإيجاز ، بداية أود القول : إن الحقيقة على ثلاثة أنواع : حقيقة لغوية وواضعها واضع اللغة ، وحقيقة شرعية وواضعها الشارع الله و رسوله ) و حقيقة عرفية و هي إما عامة وضعها أناس لا يعلم منهم و إما خاصة و هي من عرف واضعها فمثلا كلمة الصيام معناها اللغوي الإمساك سواء عن الطعام أو الكلام أو الحركة ومنه قوله تعالى : إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا
و أما معناها الشرعي فهي الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس و لاحظ أن المعنى الشرعي نوع من أنواع المعنى اللغوي و معناها الاصطلاحي و العرفي كالشرعي
كلمة لحم معناها اللغوي يشمل لحم كل الحيوانات لكن بالعرف تطلق على لحم الأنعام و لذا لو قال قائل إشتريت لحما فلا يفهم منه بدلالة العرف أنه السمك مع أنه في اللغة كذلك قال تعالى عن السمك ( لحما طريا ) و ليس له حقيقة شرعية و هذا من العرف العام
ومن هنا أخي الكريم البدعة من الابتداع وهو في اللغة إحداث شيء لا على مثيل سابق ومنه الله بديع السموات أي خلقها و لم يكن لها مثيل سابقا و قوله ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) أي لي مثيل سابق في دعوة الأمم فلست ببدعة
فالبدعة بالمعنى اللغوي إحداث شيء ليس له مثيل سابق
أما في الشرع فالعلماء سلكوا طريقتين في بيانها منهم من عرفها بالمعنى اللغوي فقال : إحداث شيء لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و جعل حكمها على الأحكام الخمسة
بدعة واجبة : إذا توقف عليه أمر واجب كجمع القرآن و بدعة مستحبة إذا كان فيها إحياء سنة أو أمر مستحب كبناء المدارس و بدعة مباحة كالتوسع في البناء و المركوب و الأكل مما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و بدعة مكروهة : إذا كان فيها إحياء و قيام لأمر مكروه كزخرفة المساجد و بدعة محرمة إذا كان فيها إحداث أمر في الدين مما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و هذا المنهج سار عليه العز ابن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام و عليه يمكن أن يقال هناك بدعة حسنة و بدعة سيئة و لكن لاحظ أن البدعة الحسنة سواء واجبة أم مباحة أم مستحبة ليس فيها إدخال شيء في الدين يعني ليس فيهاإضافة نسك أو عبادة أو فهم أو معتقد إلى الدين لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وكل ما كان في الدين على النحو الذي سبق فهو بدعة محرمة على طريقة هذا الفريق
و فريق آخر اقتصر في تعريف البدعة على ما كان في الدين فقط فقال : البدعة إدخال أمر في الدين لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وهذه طريقة الشاطبي في الاعتصام و غيره وعلى هذه الطريقة لا يوجد بدعة حسنة بل كلها ضلالة و لاحظ ان البدعة على هذا التعريف هي نوع من أنواع البدعة على التعريف السابق وهي المحرمة و من هنا يمكن أن أقول : إن جميع أهل العلم و لا أعلم خلافا في ذلك قد اعتبرا البدعة المحرمة ما كان فيها إدخال أمر إلى الدين ( عقيدة - عبادة - نسك الخ .
و أما ما كان في دائرة الدنيا و ليس في الدين كإحداث بناء سيارات جامعات و سائل إدارة و سائل حكم و تعليم الخ فليس محرماً لأنه بدعة مباحة على طريقة الفريق الأول و لأنه ليس بدعة أصلا على طريقة الفريق الثاني
ومن هنا أخي الكريم فالبدعة مان في الدين و الإبداع ما كان في الدنيا الدين اتباع و الدنيا ابتداع و لكن انظر إلى المسلمين اليوم ابتدعوا فيما وجب عليهم أن يتبعوا و اتبعوا فيما وجب عليهم ان يبتدعوا و سامحني على الإطالة فلا يمكن الإيجاز بأقل من ذلك وليس من باب التزكية أقول و إنما من باب التأكيد على الاستفادة : قد لا تجد هذه الخلاصة والزبدة في كتاب فعض عليها بالنواجذ و سوء فهم هذه القضية أشعل حربا بين المسلمين و لا حول و لا قوة إلا بالله
حيث أنه سؤال الدكتور الفاضل أيمن هاروش عن حكم البدعة فأجاب :
********** ************* *************
س3- ذكرت أنك تكره البدعة, لكن بالله عليك ما هو الفرق بين البدعة و الإبداع الذي هو أساس التطور و التقدم و الذي نحن بحاجة له كأمة لتنهض ؟
ج3 - سؤال جميل و يحتاج لنفس طويل في الإجابة و لعل الله يلهمني الإيجاز ، بداية أود القول : إن الحقيقة على ثلاثة أنواع : حقيقة لغوية وواضعها واضع اللغة ، وحقيقة شرعية وواضعها الشارع الله و رسوله ) و حقيقة عرفية و هي إما عامة وضعها أناس لا يعلم منهم و إما خاصة و هي من عرف واضعها فمثلا كلمة الصيام معناها اللغوي الإمساك سواء عن الطعام أو الكلام أو الحركة ومنه قوله تعالى : إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا
و أما معناها الشرعي فهي الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس و لاحظ أن المعنى الشرعي نوع من أنواع المعنى اللغوي و معناها الاصطلاحي و العرفي كالشرعي
كلمة لحم معناها اللغوي يشمل لحم كل الحيوانات لكن بالعرف تطلق على لحم الأنعام و لذا لو قال قائل إشتريت لحما فلا يفهم منه بدلالة العرف أنه السمك مع أنه في اللغة كذلك قال تعالى عن السمك ( لحما طريا ) و ليس له حقيقة شرعية و هذا من العرف العام
ومن هنا أخي الكريم البدعة من الابتداع وهو في اللغة إحداث شيء لا على مثيل سابق ومنه الله بديع السموات أي خلقها و لم يكن لها مثيل سابقا و قوله ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) أي لي مثيل سابق في دعوة الأمم فلست ببدعة
فالبدعة بالمعنى اللغوي إحداث شيء ليس له مثيل سابق
أما في الشرع فالعلماء سلكوا طريقتين في بيانها منهم من عرفها بالمعنى اللغوي فقال : إحداث شيء لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و جعل حكمها على الأحكام الخمسة
بدعة واجبة : إذا توقف عليه أمر واجب كجمع القرآن و بدعة مستحبة إذا كان فيها إحياء سنة أو أمر مستحب كبناء المدارس و بدعة مباحة كالتوسع في البناء و المركوب و الأكل مما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و بدعة مكروهة : إذا كان فيها إحياء و قيام لأمر مكروه كزخرفة المساجد و بدعة محرمة إذا كان فيها إحداث أمر في الدين مما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و هذا المنهج سار عليه العز ابن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام و عليه يمكن أن يقال هناك بدعة حسنة و بدعة سيئة و لكن لاحظ أن البدعة الحسنة سواء واجبة أم مباحة أم مستحبة ليس فيها إدخال شيء في الدين يعني ليس فيهاإضافة نسك أو عبادة أو فهم أو معتقد إلى الدين لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وكل ما كان في الدين على النحو الذي سبق فهو بدعة محرمة على طريقة هذا الفريق
و فريق آخر اقتصر في تعريف البدعة على ما كان في الدين فقط فقال : البدعة إدخال أمر في الدين لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وهذه طريقة الشاطبي في الاعتصام و غيره وعلى هذه الطريقة لا يوجد بدعة حسنة بل كلها ضلالة و لاحظ ان البدعة على هذا التعريف هي نوع من أنواع البدعة على التعريف السابق وهي المحرمة و من هنا يمكن أن أقول : إن جميع أهل العلم و لا أعلم خلافا في ذلك قد اعتبرا البدعة المحرمة ما كان فيها إدخال أمر إلى الدين ( عقيدة - عبادة - نسك الخ .
و أما ما كان في دائرة الدنيا و ليس في الدين كإحداث بناء سيارات جامعات و سائل إدارة و سائل حكم و تعليم الخ فليس محرماً لأنه بدعة مباحة على طريقة الفريق الأول و لأنه ليس بدعة أصلا على طريقة الفريق الثاني
ومن هنا أخي الكريم فالبدعة مان في الدين و الإبداع ما كان في الدنيا الدين اتباع و الدنيا ابتداع و لكن انظر إلى المسلمين اليوم ابتدعوا فيما وجب عليهم أن يتبعوا و اتبعوا فيما وجب عليهم ان يبتدعوا و سامحني على الإطالة فلا يمكن الإيجاز بأقل من ذلك وليس من باب التزكية أقول و إنما من باب التأكيد على الاستفادة : قد لا تجد هذه الخلاصة والزبدة في كتاب فعض عليها بالنواجذ و سوء فهم هذه القضية أشعل حربا بين المسلمين و لا حول و لا قوة إلا بالله
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap