((((((((((((( هيثم مناع بين الخيانة والثورية )))))))))))
بقلم : جمعة محمد لهيب
عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية
16 \ 9 \ 2012 م .
.......................................
# من هو هيثم مناع :
هو سوري من محافظة درعا بدأ حياته بحفظ القرآن الكريم كاملا وبقراءة كتب الإسلاميين والتأثر بها كسيد قطب والمودودي , وله عمل نضالي في مساعدة الفدائيين الفلسطينين , ثم تأثر بالفكر الماركسي لحد كبير , ومالبث أن انتهج مبادئ حقوق الإنسان كما ورفض أي منصب حكومي .
كان مدافعا عن حقوق أي مظلوم كان ولو خالفه الرؤية , وكان من أشد المدافعين عن الإخوان المسلمين في محنتهم بسورية , كما وله مواقف قوية حول تحرر المرأة وحماية الأقليات الدينية وله مواقف مؤيدة لنصرة القضية الكردية حتى سمي بـ ( صديق المرأة والأقليات ) .
حر التفكير ويحب إثبات رأيه بقوة المنطق والتحليل العلمي الفلسفي , فهو الطبيب و المتخصص بالعلوم الاجتماعية والانتربولوجيا ..
حياته كلها كانت كفاحا لحقوق الإنسان فقد أسس اللجنة العربية لحقوق الإنسان مع منصف المرزوقي - الرئيس التونسي الحالي - وآحرين ..
استشهد أخوه ( حسين ) في خضم الثورة السورية , والذي كان من أوائل المناصرين لها منذ بدايتها .
# لماذ أكتب عن هيثم مناع ؟
هيثم مناع شخصية جدلية في الثورة السورية , بل لقد أصبح بنظر البعض من السوريين قائدا سياسيا مهما , أو عميلا خائنا .!
وهو الذي سبب - حسب مايرى البعض - الفرقة والشرخ الكبير بين سياسي المعارضة السورية حين أنشأ ( هيئة التنسيق الوطنية ) التي اختلفت مع باقي صفوف المعارضة الكبيرة - غير اليسارية والكردية - بموضوع تسليح الثورة وطلب التدخل الخارجي لها .
# جدلية هيثم مناع :
سبب تأسيسه لهيئة التنسيق الوطنية ردودا كثيرة متباينة , ليس أقلها التخوين وممالاة النظام , وكان لمواقفه التي عدها منسقوا الثورة السورية والمتظاهرون والثوار والمسلحون دليلا يثبت براءة الثورة منه , بداً من النشطاء والثوار ومنهم الناشط الحمصي ( هادي العبدالله ) حيث قال : " هيثم مناع الثورة والثوار بريئون منه " !.
وانتهاء بالصفحات الثورية كصفحة ( الثورة الصينية ضد طاغية الصين جينتاو ) و( الدومري ) الذي صرّح بإحدى كتاباته عن رأي الصفحة بالمؤتمر الذي سيعقده المناع للمعارضة في دمشق :
" غدا ستعقد هيئة التنسيق الوطنية في دمشق ..
مؤتمر توحيد المعارضة ..
في دمشق ها ..!!
بموافقات امنية .. و تحت جناح النظام ..
و الاجمل انو اخواتنا باللبن المنحبكجية ..
عاملين لهيثم مناع صفحة اسما ..:
هيثم مناع اهلا بك في سوريا وطن الجميع ..!!
و عم يستشهدو بمقولاتو ضد الثورة ..!!
يا اخي معارضة و بشهادة النظام وطنية كمان ..!!
بتعارض حالا ..
بتعارض المعارضة ..
بتعارض الاخضر و اليابس ..
بتعارض كلشي بيطلع بطريقها ..
الا النظام ..!!
يلعن عرضة شو معارضة ..!! "
بل حتى في بعض المظاهرات تم رفع شعارات ( هيئة التنسيق لا تمثلنا )
وكل ذلك يرجع لتصريحات سببت سخطا ثوريا كبيرا .
# بعض تصريحات هيثم مناع المثيرة :
( الكردية هي دين الأكراد ) و ( يلي بدو يجاهد يروح يجاهد ببيت أبوه ) و ( المسلحين بحلب لم يرضى بهم أهل حلب ولم يخرجوا لاستقبالهم ) ..
وغيرها الكثير الذي مدارها يعود لرفض مبدأ القتال والجيش الحر , ورفض أسلمة الثورة السورية وإخراجها من طابعها العلماني المدني السلمي .
# سلبيات هيثم مناع :
لعل المتتبع لتصريحاته يرى أن سلبياته على النحو التالي :
1- رفضه لمبدأ الجيش الحر باتهامه تارة بوجود سلفيين ضمنه , وتارة باختلافاته المهددة لأمن سورية , وتارة باتهام الكتائب بالنهب والسرقة كما يفعل النظام .
2- رفضه التام للفكر الإسلامي الذي سيسطر على الثوار , ومحاربته لفكر الاخوان المسلمين وللسلفية بشكل كبير جدا , مما يجعل الناظر لتصريحاته أنه سيرفض حتى الاسلاميين الذين سيخرجون بانتخابات ديمقراطية ضمن صناديق الاقتراع حيث أنه اتهم الشعب السوري أنه متدين ويدغدغ عواطفه الكلام الديني البسيط أكثر من الكلام السياسي .
3- البعد كل البعد عن الثوار السوريين ( منسقين ) ( متظاهرين ) ( جيش حر ) , والاكتفاء بالعمل الانساني ضمن أشخاص معروفين تابعين لهيئة التنسيق الوطنية , ولجمع الإحصائيات عن عدد الشهداء والاضرار و ..
4- مقاربة مواقفه مع مواقف النظام الأسدي , حيث أن ظهوره على القنوات التابعة للنظام كثير جدا كقناة العالم والميادين ..
5- قبول النظام السوري له : وهو بحد ذاته تهمة لدى الثوار , حيث أن بعض المعتقلين طُلب منهم الانضمام لهيئة التنسيق الوطنية بشرط اطلاق سراحهم !.
# إيجابيات هيثم مناع :
من الإنصاف قول الحق , يقول المولى جل ذكره (( لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو اقرب للتقوى ) :
1- فقد كان موضع حرج للنظام السوري امام حلفائه حيث أنه ارتضاه معارضا وهو يريد اسقاطه ويأبى المساومة على ذلك .
2- يرفض رفضا قاطعا الإبقاء على النظام الأسدي كسلطة حاكمة , ويدعو للحوار أو لما أسماه - التفاوض - سلميا حول خروج النظام بأقل الخسائر .
3- كان قطبا يجتمع حوله أغلب اليساريين والليبراليين والأقليات , حتى الطائفة العلوية , ففيها معارضون بهيئة التنسيق ضد نظام الأسد ..
4- وقوفه مع وطنية ومدنية الثورة وعدم الإنجرار لأي تيار متشدد أو إنفصالي .
5- التشديد على الجانب الإنساني للثورة حين عرضها بالمحافل الغربية وباللقاءات الصحفية .
# رأي شخصي :
برأيي المتواضع أن هيثم مناع ابتعد عن ركاب الثورة السورية , وهو بتصريحاته يجعل نفسه بمثابة الأخ الكبير للثورة - إن صح التعبير - , ولكن ليس من أهلها .
وهو يتكلم بلسان السياسي والحقوقي والمسؤول عن القضايا الإنسانية أكثر منه التكلم بلسان شباب الثورة , لهذا يتسم خطابه بالمراوغة وقلة الثورية الخطابية والنقد اللاذع لأخطاء الثورة .
هيثم مناع يُصور نفسه بأنه الإطفائي لجهنم الدماء المراقة على عتبات الشام , وأنه يقف بمنطقة الحياد ولكن بميل لقلب نظام الحكم الأسدي , والذي يتصور سقوطه بأسلوب سياسي سلمي بحت , حتى تتدرج سورية نحو الإستقرار الهادئ بغير ثأر ولا دماء , ولهذا دعاء لمؤتمره المزمع عقده في سورية والذي قد أسيء فهمه لدى بعض الأخوة للاسف .
فهو دعا النظام لاطلاق سراح المعتقلين ووقف اطلاق النار ولضمانة روسيية ايرانية لعقد مؤتمر المعارضة في دمشق , ..
والنقطة المهمة التي تم تكبيرها هي وقف اطلاق النار , وتم رفضها بتاتا من قبل الثوار , ولكن رأيه كان أن يتوقف اطلاق النار مع إبقاء كل فصيل السلاح بيده وعدم نزعه وتوخي الحذر , مما يعني أنه يدعو لهدنة بين الثوار والنظام , تحضيرا لفرض الانتقال السلمي باتفاق روسي ايراني غربي عربي سوري ..
وللاسف فكلام أكثر السياسين كان منقوصا عن جزئيات هذه الدعوة , والتي أراها وإن كانت غير كاملة وفيها ثلمات كبيرة وفيها مافيها من الغموض في آلية التطبيق و .. أراها حركة ذكية لقلب الطاولة على رأس الأسد .
غير صحيح أن المؤتمر سيكون مجرد حوار بين المعارضة والنظام لتقاسم السلطة , بل أساس الحوار اطلاق المعتقلين ووقف اطلاق النار من الطرفين والإنتقال السلمي وطرد نظام الأسد بشكل يتفق مع الرؤية الروسية والايرانية والغربية .
وهذا المؤتمر سيحضره بعض قادة كتائب مسلحة تم الاتفاق معهم على أهداف هذا اللقاء الذي لا أتوقع له النجاح رغم إقراري بأنه خطوة ذكية , بسبب عدم موافقة النظام وروسيا وايران على تنحي الاسد , مما يجعل رؤية الجيش الحر بإسقاطه بالسلاح فقط هو الأمر الطبيعي لموقف الثوار حول نظام ثبّت كرسيه بدماء شعبه .
وبسبب آخر , وهو عدم موافقة جميع كتائب الجيش الحر والتنسيقيات الثورية لهذا المؤتمر الذي لم يُتح له الاعلام الجيد أو لم يُتح له الإفصاح عن أهدافه جيدا .
إذا فهيثم مناع لا يعد نفسه ثوريا بمعنى الثورية , وإنما هو إطفائي كما وصف نفسه , وهو سياسي مُنظر , وإنساني النظرة , وليبرالي التوجه ..
لهذا أرى أي جهد من قبله سيكون أولا جهدا مشكورا , لأنه كسوري يأرق لحجم الدماء المراقة , وثانيا سيكون مرفوضا لأن طرفي النزاع - الثورة والنظام - يرفضان تحركاته , فلا النظام يريد تسليم السلطة ولا الثوار يريدون الحل السلمي .
وهنا لا بد من شخصية هيثم مناع أن تصطدم بهذان الجدارين - رفض النظام والثوار له - وعليه فإما أن يتوجه نحو حضن النظام , أو يرجع لحظيرة الثورة , أو يبقى مراوحا بمكانه في هيئة التنسيق الوطنية .
ومن هنا لن أجيب عن موضوع الإتهام لهيثم مناع بالتعاون مع النظام وبالخيانة مع المخابرات السورية لأنه لا دليل حسّي على ذلك , ولأنه يعمل فعلا على إسقاط النظام ولكن من وجهة غيرها وجهة الجيش الحر , ولأن النظام دائما ما يحاول زعزعة الثقة بأي شخصية أو فصيل معارض له بسبب مكره وخبثه المخابراتي .
أنا شخصيا أنتظر من هيثم مناع إما نجاحه بالحل السلمي (الغاندي) , أو بقاءه مراوحا مكانه , أو الإنعطاف لأحد طرفي النزاع في سورية (نظام الأسد أو الثوار) , وإن غدا لناظره قريب .
بقلم : جمعة محمد لهيب
عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية
16 \ 9 \ 2012 م .
.......................................
# من هو هيثم مناع :
هو سوري من محافظة درعا بدأ حياته بحفظ القرآن الكريم كاملا وبقراءة كتب الإسلاميين والتأثر بها كسيد قطب والمودودي , وله عمل نضالي في مساعدة الفدائيين الفلسطينين , ثم تأثر بالفكر الماركسي لحد كبير , ومالبث أن انتهج مبادئ حقوق الإنسان كما ورفض أي منصب حكومي .
كان مدافعا عن حقوق أي مظلوم كان ولو خالفه الرؤية , وكان من أشد المدافعين عن الإخوان المسلمين في محنتهم بسورية , كما وله مواقف قوية حول تحرر المرأة وحماية الأقليات الدينية وله مواقف مؤيدة لنصرة القضية الكردية حتى سمي بـ ( صديق المرأة والأقليات ) .
حر التفكير ويحب إثبات رأيه بقوة المنطق والتحليل العلمي الفلسفي , فهو الطبيب و المتخصص بالعلوم الاجتماعية والانتربولوجيا ..
حياته كلها كانت كفاحا لحقوق الإنسان فقد أسس اللجنة العربية لحقوق الإنسان مع منصف المرزوقي - الرئيس التونسي الحالي - وآحرين ..
استشهد أخوه ( حسين ) في خضم الثورة السورية , والذي كان من أوائل المناصرين لها منذ بدايتها .
# لماذ أكتب عن هيثم مناع ؟
هيثم مناع شخصية جدلية في الثورة السورية , بل لقد أصبح بنظر البعض من السوريين قائدا سياسيا مهما , أو عميلا خائنا .!
وهو الذي سبب - حسب مايرى البعض - الفرقة والشرخ الكبير بين سياسي المعارضة السورية حين أنشأ ( هيئة التنسيق الوطنية ) التي اختلفت مع باقي صفوف المعارضة الكبيرة - غير اليسارية والكردية - بموضوع تسليح الثورة وطلب التدخل الخارجي لها .
# جدلية هيثم مناع :
سبب تأسيسه لهيئة التنسيق الوطنية ردودا كثيرة متباينة , ليس أقلها التخوين وممالاة النظام , وكان لمواقفه التي عدها منسقوا الثورة السورية والمتظاهرون والثوار والمسلحون دليلا يثبت براءة الثورة منه , بداً من النشطاء والثوار ومنهم الناشط الحمصي ( هادي العبدالله ) حيث قال : " هيثم مناع الثورة والثوار بريئون منه " !.
وانتهاء بالصفحات الثورية كصفحة ( الثورة الصينية ضد طاغية الصين جينتاو ) و( الدومري ) الذي صرّح بإحدى كتاباته عن رأي الصفحة بالمؤتمر الذي سيعقده المناع للمعارضة في دمشق :
" غدا ستعقد هيئة التنسيق الوطنية في دمشق ..
مؤتمر توحيد المعارضة ..
في دمشق ها ..!!
بموافقات امنية .. و تحت جناح النظام ..
و الاجمل انو اخواتنا باللبن المنحبكجية ..
عاملين لهيثم مناع صفحة اسما ..:
هيثم مناع اهلا بك في سوريا وطن الجميع ..!!
و عم يستشهدو بمقولاتو ضد الثورة ..!!
يا اخي معارضة و بشهادة النظام وطنية كمان ..!!
بتعارض حالا ..
بتعارض المعارضة ..
بتعارض الاخضر و اليابس ..
بتعارض كلشي بيطلع بطريقها ..
الا النظام ..!!
يلعن عرضة شو معارضة ..!! "
بل حتى في بعض المظاهرات تم رفع شعارات ( هيئة التنسيق لا تمثلنا )
وكل ذلك يرجع لتصريحات سببت سخطا ثوريا كبيرا .
# بعض تصريحات هيثم مناع المثيرة :
( الكردية هي دين الأكراد ) و ( يلي بدو يجاهد يروح يجاهد ببيت أبوه ) و ( المسلحين بحلب لم يرضى بهم أهل حلب ولم يخرجوا لاستقبالهم ) ..
وغيرها الكثير الذي مدارها يعود لرفض مبدأ القتال والجيش الحر , ورفض أسلمة الثورة السورية وإخراجها من طابعها العلماني المدني السلمي .
# سلبيات هيثم مناع :
لعل المتتبع لتصريحاته يرى أن سلبياته على النحو التالي :
1- رفضه لمبدأ الجيش الحر باتهامه تارة بوجود سلفيين ضمنه , وتارة باختلافاته المهددة لأمن سورية , وتارة باتهام الكتائب بالنهب والسرقة كما يفعل النظام .
2- رفضه التام للفكر الإسلامي الذي سيسطر على الثوار , ومحاربته لفكر الاخوان المسلمين وللسلفية بشكل كبير جدا , مما يجعل الناظر لتصريحاته أنه سيرفض حتى الاسلاميين الذين سيخرجون بانتخابات ديمقراطية ضمن صناديق الاقتراع حيث أنه اتهم الشعب السوري أنه متدين ويدغدغ عواطفه الكلام الديني البسيط أكثر من الكلام السياسي .
3- البعد كل البعد عن الثوار السوريين ( منسقين ) ( متظاهرين ) ( جيش حر ) , والاكتفاء بالعمل الانساني ضمن أشخاص معروفين تابعين لهيئة التنسيق الوطنية , ولجمع الإحصائيات عن عدد الشهداء والاضرار و ..
4- مقاربة مواقفه مع مواقف النظام الأسدي , حيث أن ظهوره على القنوات التابعة للنظام كثير جدا كقناة العالم والميادين ..
5- قبول النظام السوري له : وهو بحد ذاته تهمة لدى الثوار , حيث أن بعض المعتقلين طُلب منهم الانضمام لهيئة التنسيق الوطنية بشرط اطلاق سراحهم !.
# إيجابيات هيثم مناع :
من الإنصاف قول الحق , يقول المولى جل ذكره (( لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو اقرب للتقوى ) :
1- فقد كان موضع حرج للنظام السوري امام حلفائه حيث أنه ارتضاه معارضا وهو يريد اسقاطه ويأبى المساومة على ذلك .
2- يرفض رفضا قاطعا الإبقاء على النظام الأسدي كسلطة حاكمة , ويدعو للحوار أو لما أسماه - التفاوض - سلميا حول خروج النظام بأقل الخسائر .
3- كان قطبا يجتمع حوله أغلب اليساريين والليبراليين والأقليات , حتى الطائفة العلوية , ففيها معارضون بهيئة التنسيق ضد نظام الأسد ..
4- وقوفه مع وطنية ومدنية الثورة وعدم الإنجرار لأي تيار متشدد أو إنفصالي .
5- التشديد على الجانب الإنساني للثورة حين عرضها بالمحافل الغربية وباللقاءات الصحفية .
# رأي شخصي :
برأيي المتواضع أن هيثم مناع ابتعد عن ركاب الثورة السورية , وهو بتصريحاته يجعل نفسه بمثابة الأخ الكبير للثورة - إن صح التعبير - , ولكن ليس من أهلها .
وهو يتكلم بلسان السياسي والحقوقي والمسؤول عن القضايا الإنسانية أكثر منه التكلم بلسان شباب الثورة , لهذا يتسم خطابه بالمراوغة وقلة الثورية الخطابية والنقد اللاذع لأخطاء الثورة .
هيثم مناع يُصور نفسه بأنه الإطفائي لجهنم الدماء المراقة على عتبات الشام , وأنه يقف بمنطقة الحياد ولكن بميل لقلب نظام الحكم الأسدي , والذي يتصور سقوطه بأسلوب سياسي سلمي بحت , حتى تتدرج سورية نحو الإستقرار الهادئ بغير ثأر ولا دماء , ولهذا دعاء لمؤتمره المزمع عقده في سورية والذي قد أسيء فهمه لدى بعض الأخوة للاسف .
فهو دعا النظام لاطلاق سراح المعتقلين ووقف اطلاق النار ولضمانة روسيية ايرانية لعقد مؤتمر المعارضة في دمشق , ..
والنقطة المهمة التي تم تكبيرها هي وقف اطلاق النار , وتم رفضها بتاتا من قبل الثوار , ولكن رأيه كان أن يتوقف اطلاق النار مع إبقاء كل فصيل السلاح بيده وعدم نزعه وتوخي الحذر , مما يعني أنه يدعو لهدنة بين الثوار والنظام , تحضيرا لفرض الانتقال السلمي باتفاق روسي ايراني غربي عربي سوري ..
وللاسف فكلام أكثر السياسين كان منقوصا عن جزئيات هذه الدعوة , والتي أراها وإن كانت غير كاملة وفيها ثلمات كبيرة وفيها مافيها من الغموض في آلية التطبيق و .. أراها حركة ذكية لقلب الطاولة على رأس الأسد .
غير صحيح أن المؤتمر سيكون مجرد حوار بين المعارضة والنظام لتقاسم السلطة , بل أساس الحوار اطلاق المعتقلين ووقف اطلاق النار من الطرفين والإنتقال السلمي وطرد نظام الأسد بشكل يتفق مع الرؤية الروسية والايرانية والغربية .
وهذا المؤتمر سيحضره بعض قادة كتائب مسلحة تم الاتفاق معهم على أهداف هذا اللقاء الذي لا أتوقع له النجاح رغم إقراري بأنه خطوة ذكية , بسبب عدم موافقة النظام وروسيا وايران على تنحي الاسد , مما يجعل رؤية الجيش الحر بإسقاطه بالسلاح فقط هو الأمر الطبيعي لموقف الثوار حول نظام ثبّت كرسيه بدماء شعبه .
وبسبب آخر , وهو عدم موافقة جميع كتائب الجيش الحر والتنسيقيات الثورية لهذا المؤتمر الذي لم يُتح له الاعلام الجيد أو لم يُتح له الإفصاح عن أهدافه جيدا .
إذا فهيثم مناع لا يعد نفسه ثوريا بمعنى الثورية , وإنما هو إطفائي كما وصف نفسه , وهو سياسي مُنظر , وإنساني النظرة , وليبرالي التوجه ..
لهذا أرى أي جهد من قبله سيكون أولا جهدا مشكورا , لأنه كسوري يأرق لحجم الدماء المراقة , وثانيا سيكون مرفوضا لأن طرفي النزاع - الثورة والنظام - يرفضان تحركاته , فلا النظام يريد تسليم السلطة ولا الثوار يريدون الحل السلمي .
وهنا لا بد من شخصية هيثم مناع أن تصطدم بهذان الجدارين - رفض النظام والثوار له - وعليه فإما أن يتوجه نحو حضن النظام , أو يرجع لحظيرة الثورة , أو يبقى مراوحا بمكانه في هيئة التنسيق الوطنية .
ومن هنا لن أجيب عن موضوع الإتهام لهيثم مناع بالتعاون مع النظام وبالخيانة مع المخابرات السورية لأنه لا دليل حسّي على ذلك , ولأنه يعمل فعلا على إسقاط النظام ولكن من وجهة غيرها وجهة الجيش الحر , ولأن النظام دائما ما يحاول زعزعة الثقة بأي شخصية أو فصيل معارض له بسبب مكره وخبثه المخابراتي .
أنا شخصيا أنتظر من هيثم مناع إما نجاحه بالحل السلمي (الغاندي) , أو بقاءه مراوحا مكانه , أو الإنعطاف لأحد طرفي النزاع في سورية (نظام الأسد أو الثوار) , وإن غدا لناظره قريب .
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap