القرضاوي يدعو مسلمي سويسرا للتحلي بالحكمة والعقلانية | ||
انتقد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي نتيجة الاستفتاء الذي أجرى في سويسرا مؤخرا وأيد حظر بناء المآذن، واعتبره ثمرة طبيعية للدعاية اليمينية المتطرفة التي سبقت التصويت بشهور، ودعا مسلمي سويسرا بالتحلي بالحكمة والعقلانية، كما طالب بتعاون دولي على المستويين الرسمي والشعبي للقضاء على العنصرية التي تهدد الإنسانية. وقال فضيلته خلال خطبة الجمعة 4-12-2009 بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة: إن القضية مبالغ فيها جدًا، لأن عدد المآذن في سويسرا قليل جدًا، وحتى المركز الإسلامي الرئيسي هناك لا توجد به مئذنة، مشيرًا إلى أنه زار هذا المسجد عدة مرات وألقى فيه محاضرات وخطب الجمعة أيضًا . وفند القرضاوي مزاعم اليمين المتطرف حول المخاوف من انتشار الإسلام في أوروبا والتي يمكن أن تصل إلى تطبيق الشريعة هناك وفرض الحجاب على النساء، وقال إن ذلك من الأكاذيب المفضوحة أمام الجميع، فالدول الإسلامية التي يزيد عددها على الخمسين لا يوجد بها غير عدد محدود من الدول التي تطبق الشريعة، وتساءل:هل انتهى المسلمون من تطبيق الشريعة في بلادهم حتى يطبقوها في أوروبا؟! كما سخر من مزاعم هذا اليمين حول رغبة المسلمين في استعادة الأندلس، وقال: للأسف الشديد صدقهم الحمقى والغوغاء والدهماء، فهل استعاد المسلمون فلسطين وهي بين أراضيهم، حتى يستعيدوا الأندلس في أوروبا. وأشار إلى أن المتطرفين هناك استغلوا حالة "الإسلاموفوبيا" أو الخوف المرضي من الإسلام، في استثارة مشاعر الجماهير هناك تجاه الإسلام، والتصويت لصالح هذا الاستفتاء العنصري . وأبدى تخوفه من انتشار هذه التجربة في جميع الدول الغربية، وخاصة أن المتطرفين في هولندا قد رحبوا بهذه الخطوة وأعلنوا عزمهم تكرارها في هولندا، وتوسعتها لتشمل مظاهر ورموز إسلامية أخرى غير المآذن. وطالب المسلمين في جميع أنحاء العالم بالقيام بواجبهم تجاه اخوانهم المسلمين في أوروبا، وذلك عن طريق السبل القانونية والحقوقية والأخلاقية، كما دعا مسلمي سويسرا إلى التعامل مع الامر بحكمة وبعقلانية وألا يغيروا من سلوكهم مع مواطنيهم السويسريين وان يستخدموا حقهم في النضال السلمي من اجل تغيير ما وقع عن طريق المحاكم الفيدرالية ومحاكم حقوق الانسان الاوروبية وغيرها، والا يستسلموا لهذا الامر. كذلك دعا العلماء والدعاة إلى القيام بواجبهم تجاه تصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام في العالم الغربي، وقال إن المسلمين مقصرون في تبليغ رسالة دينهم الصحيحة لكل العالم، وهو ما أعطى الفرصة للمتطرفين والحاقدين لتشويه صورة الإسلام.. لا بد أن نقدم مبادئ الإسلام إلى العالم، هذه المبادئ التي لا تفرق بين أبيض وأسود، وتقوم على العدل والمساواة، وتنشر الرحمة والأمان في ربوع العالم، وهو ما تحتاج إليه البشرية الآن. وأضاف : لا بد من التواصل مع العقلاء هناك، فالعالم لن يرجع للوراء حتى يكون الرجل الأبيض هو سيد العالم .. العالم أصبح قرية صغيرة .. انتهى تاريخ العنصرية والتعصب، ولا يمكن طرد المسلمين من أوروبا، فهم جزء لا يتجزأ منها، وقامت نهضتها على عقول الكثير منهم، هذه العقول التي هاجرت بلادها المسلمة وقدمت الكثير للعالم الغربي. وحذر القرضاوي من انتشار النزعات العنصرية ومن عودتها من جديد، والتي لن تجني سوى الدمار والهلاك للإنسانية جميعًا، مطالبا الجميع على المستوى الرسمي والشعبي والاكاديمي والإعلامي بالتكاتف والتعاون للقضاء عليها. الرحمن الرحيم من ناحية أخرى، واصل القرضاوي حديثه عن موضوعات القرآن الكريم والتي بدأها بقضايا العقيدة، ومنها الأسماء الحسنى التي شرح منها لفظ الجلالة الله، مؤكدًا أن المسلم مطالب بتذكر الله عز وجل في كل حركاته وسكناته. وتحدث فضيلته عن اسم الله "الرحمن الرحيم"، مبينًا أنه من أعظم الأسماء وأن لفظ الرحمن المشتق من الرحمة هو علم على الله تبارك وتعالى، وأنه اسم مختص بالله وحده ولا يمكن وصف غيره بذلك، أما صفة الرحيم فيمكن وصف الإنسان بها. وعدد القرضاوي الآيات الواردة في القرآن الكريم التي تشير إلى اسم الرحمن لافتا إلى أنها تتعدى مئات المرات، وهو ما لا يوجد في الأديان الأخرى . وذكر بعض الأمثلة مثل البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم"، "قل ادعو الله أو ادعو الرحمن"، "الرحمن خلق الإنسان"، "الرحمن على العرش استوى"، "وعباد الرحمن"، "وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا". وفند مزاعم بعض المستشرقين عن أن العقيدة الإسلامية تحمل العنف في طياتها، لأن من أسماء الله عز وجل الجبار، بقوله إن اسم الجبار لم يذكر في القرآن إلا مرة واحدة، وهو اسم يدل على أن الله جبار على المتكبرين والمعاندين، وعلى الجانب الآخر فإن من أول المصحف إلى آخره مئات الآيات التي تحمل الرحمة والسلام والأمان، مشيرًا إلى أن اسم الرحمن الرحيم موجود في سورة الفاتحة مرتين وهي السورة التي يكررها المسلم في اليوم عشرات المرات، فضلا عن أن المسلم مطالب بذكر اسم الرحمن الرحيم في كل شيء عند الأكل والشرب والابتداء في كل شيء. وأشار إلى أن رحمة الله تبارك وتعالى وسعت كل شيء كما في الآية "ورحمتى وسعت كل شيء"، وفي الآية ذاتها يأتي العذاب مقيداً بالمشيئة "عذابي أصيب به من أشاء" كما أن رحمة الله سبقت غضبه، ورحمة الله لم تسع الأحياء فقط من المؤمنين والكفار والمتقين والفجار، بل كل شيء بما في ذلك الجمادات من النجوم والأقمار والأفلاك. وقال إن رحمة الله في الدنيا والآخرة، وإن رحمة الدنيا واحد في المائة من رحمة الآخرة، كما في الحديث أن لله مائة رحمة أنزل منها واحدة في الدنيا وهي التي يتراحم بها الخلق جميعًا، وادخر الباقي في الآخرة ليرحم بها عباده، فهي رحمة ممتدة في الزمان والمكان، ولذلك تقول الملائكة "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم". وأضاف إن الله هو أرحم الراحمين، فإذا كان في الخلق من يرحم فإن الله هو أرحم الراحمين، كما في الحديث أن الله أرحم من الأم بولدها . وعدد أمثلة على رحمة الله بعباده، مثل تقسيم اليوم إلى الليل والنهار "ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"، وأيضا إنزال المطر "فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها"، وأيضا ضمان الرزق لجميع المخلوقات "وما من دابة إلى على الله رزقها"، ومن رحمته تعالى بعباده المؤمنين أن يخرق لهم العادات مثل نجاة إبراهيم عليه السلام من النار ورزقه بالولد على الكبر وكانت امراته عاقرا لا تنجب، وهو ما حدث أيضا مع سيدنا زكريا. وحول وجود الشر في الدنيا على الرغم من رحمة الله عز وجل بعباده وأنه أرحم الراحمين واستشكال ذلك على بعض الناس، أوضح الشيخ القرضاوي أن الله تبارك وتعالى لم يخلق شرا مطلقا، بل إن الشر الموجود في الدنيا هو جزئية في بحار خيرات كلية، مشيرًا إلى أن ما يصيب الناس من بعض الابتلاء هو مما كسبت أيديهم ولخروجهم عما شرعه الله، وهذا الابتلاء خير من ناحية أنه مكفر للذنوب ورافع للدرجات. __________المصدر: صحيفة الراية القطرية، بتصرف |
الصفحة الرسمية للجامعة على الفيس بوك
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
هااااااااااااام لجميع الأعضاء
الرجاء من جميع الأعضاء
كتابة كل موضوع بقسمه المحدد وشكرا
القرضاوي يدعو مسلمي سويسرا للتحلي بالحكمة والعقلانية
مكتبة الأوزاعي 2754050- نائب المدير
- الجنس :
العمر : 43
نقاط : 5970
تاريخ التسجيل : 02/03/2008
- مساهمة رقم 1
القرضاوي يدعو مسلمي سويسرا للتحلي بالحكمة والعقلانية
من طرف مكتبة الأوزاعي 2754050 الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:42 am
» اقتراحات ونقاشات
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
» أسئلة سنوات سابقة
» النظم السياسية
» اسئلة الدورات
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية