الديمقراطية التي ننشدها
كثُر الكلام هذه الايام عن ما يسمى بالديمقراطية وهي كلمة تعني المساوات بين جميع البشر كلٌ حسب علمه ومنصبه ، لا على ما يفسرها البعض في الوقت الحاضر على أنها رئيس ومرؤس ، وقد ترجم المسلمون الأوائل الديمقراطية إلى عمل لحياتهم ، فترى تطبيقاً عملياً لهذه الحالة ، فخذ من الأمثلة : ما حدث لأحد أعيان الفرس الذي كان ذمياً حيث كانت له ضيعة ( بستان ) تلاصق أرضاً يملكها حاكم مسلم كان والياً لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فرأى ذلك الحاكم أن يغتصب أرض هذا الدهناق - وهو الفارسي الغني - فاعترض الفارسي على ذلك الاغتصاب فزجره الحاكم وأهانه ، فأشارت إليه زوجته أن يشكوه إلى عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ففعل وسافر الذمي إلى المدينة المنورة وسأل عن بيت عمر - أمير المؤمنين رضي الله عنه - فأرشد إليه فذهب فوجد أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - جالساً على عباءة ممزقة فشكا إليه الذمي الفارسي ما لقيه من معاملة الحاكم واغتصابه أرضه فطلب عمر - رضي الله عنه - صحيفة وكتب فيها رسالة موجزة وأراد خيطاً ليلفها به فلم يجد فمزق قطعة من عبائته ولف بها الصحيفة وأعطاها للرجل فأخذها وسافر بها إلى بلده بادياً أسفه ظناً منه بأنه لا فائدة ولا جدوى من رحلته تلك فقال لزوجته : لقد ذهبت إلى رجل فقير يجلس على عباءة قديمة ممزقة ولا يملك خيطاً يربط به الصحيفة ، فكيف يستطيع هذا الفقير أن يجبر الحاكم على تنفيذ أمره ورد الضيعة إلى صاحبها !!! فقالت زوجته : وما عليك ، احمل الصحيفة إليه ثم انتظر النتيجة ، فحملها وسلمها إلى الحاكم فلما فضها وفتحها وقرأها تصبب عرقاً وقال للذمي : ماذا فعلت اذهب في الحال وخذ ضيعتك . فماذا كتب عمر في الصحيفة ؟؟؟ وهنا يجيبنا الذمي الفارسي فيقول : قرأت الصحيفة فإذا فيها ( انصف فلاناً الدهناق من نفسك وإلا فأقبل . والسلام )ولا ننسى أبداً تلك القصة الشهيرة التي جاء فيها قبطي - نصراني - من مصر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال له : يا أمير المؤمنين ، سابقت عبد الله بن عمرو بن العاص فسبقته فضربني وقال : أتسبقني وأنا ابن الأكرمين ؟؟!! وإذ بالفاروق - رضي الله عنه - يوجه برقية عاجلة إلى والي مصر يقول فيها : [ من عمر بن الخطاب إلى العاص بن العاص .. ائتني وابنك عبد الله ] فلما أتيا ؟ أجلسهما لفصل القضاء أمام القبطي ..... ثم قال للقبطي : اضرب ابن الأكرمين .. ثم قال تلك الكلمة التي كتبت بماء الذهب على صحائف من نور { متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً }
وهنا يذكر بعض كتاب السير أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كشف عن رأس والي مصر عمرو بن العاص - رضي الله عنه - وأعطى درته - العصا التي كان يضرب بها - للقبطي وقال له : اضرب صلعة عمرو بن العاص ، فقال القبطي : يا أمير المؤمنين إن ابنه الذي ضربني ، أي : إن عمرو لم يضربني فكيف أضربه ؟ ، فقال عمر - رضي الله عنه - : اضرب أباه فإن ابنه قد ضربك بجاه أبيه ......
هذه هي الديمقراطية الإسلامية ، ومنها : أن لا يكون هناك فرق بين رئيس ومرؤوس ، وبين مسلم وآخر لا يحق لأي إنسان أن يغتصب إنساناً آخر من ماله أو عرضه أو وطنه ، فكل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه .
والمسلم بنيان الله في الأرض ، والإسلام هو القانون الذي أنزله الله إلى البشر كافة ويحكمنا كتاب الله تعالى وهو القرآن الكريم لذا يجب علينا أن نتمسك به لأنه حبل الله المتين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي ) فهل تمسكنا بكتاب الله وهل عملنا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟؟
وانظر أخي المسلم ما حل بنا من خراب ودمار من قبل الأعداء ، وهذا سبب تركنا لكتاب الله وسنة نبيه فإننا لم نفهم الإسلام ولم نعرف القرآن فنرى المسلمين يرددون المصطلحات من أعدائهم ، ويرددون ما يقوله الأعداء ترديد الببغاء ، وهذا ليس من طبيعة المسلم ؛ لأن المسلم يجب أن يكون كيِّساً فطناً يحس ويدرك ما يدور حوله وما يخطط له أعداء الإسلام كأولئك الذين جاءوا إلى بلادنا بشعارات الديمقراطية !!!
أي ديمقراطية هذه - يا بني قومي - هل هي تلك التي تسفك الدماء وتبيح المنكرات وتستحل الأموال والأعراض وقهر الرجال وهدم الأوطان فهل هذه هي الديمقراطية ؟؟؟؟!!!!!!
الديمقراطية - وكما علمنا ديننا الحنيف - هي : أخوة ومساوات لقوله تعالى (( إنما المؤمنون اخوة )) ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى )) وقد يتجسد هذا القول في أخوة المسلمين أن يحرص أحدهم على الآخر (( أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك )) وأن يكونوا سواسية (( إن الله لا ينظر إلى أموالكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ، التقوى هاهنا - ويشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه الشريف - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه ))
ومن ديمقراطية الإسلام : أنها ساعدت المسلمين على التوسع في فتح البلدان من غير قتال لما رأى أعداء الإسلام من أخوة وتعاون وسماحة حتى قال المؤرخون : لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب .. ومن أهم الأسباب - كما ذكر - في فتح مصر هي الديمقراطية ، فقد ورد أن المقوقس - ملك مصر - أرسل إلى عمرو بن العاص رسولاً يتجسس على جيش المسلمين وعندما خالط الجاسوس جيش المسلمين لم يجد فيهم سيداً ومسوداً ، بل الكل سواسية ، فرجع وأخبر المقوقس بما رأى وبما سمع ، وكان المقوقس فطناً ذكياً عالماً بأخلاق الأمم فنصح قومه أن يصالحوا المسلمين فصالحوهم ، ودخل العرب مصر من غير قتال ، وذلك كله لما وجد أعداؤهم من المساواة والمبادىء التي بثها الإسلام في قلوبهم ....
فهل وجدنا هذه الديمقراطية عند من يدعون إليها في الوقت الحاضر ؟؟؟؟؟؟
وهل كان دعاة هذه الكلمة أهلاً للعدالة والمساواة ؟؟؟؟؟
وهل يعرفون مالهذه الكلمة من حقوق وواجبات ؟؟؟؟؟
أترك الجواب لك أخي المسلم ولك أختي المسلمة ، وبالله التوفيق[right]
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap