الليبراليون العرب الجدد
يذهب الكثير من الباحثين إلى أن الليبرالية الغربية نشأت في ظل ظروف سياسية واجتماعية جعلتها أقرب ما تكون إلى رد الفعل ضد الاضطهاد الكنسي للعلماء من جهة، والاستبداد السياسي والاقتصادي من قِبَل النبلاء والإقطاعيين الغربيين من جهة أخرى. وقد قطعت مراحل طويلة من التطوير والتحديث، كان الدافع لوجودها هو حاجة الفرد الأوربي إلى نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي يضمن له حريته وكرامته، ويحميه من غائلة تسلط الدولة، وهذا ما يفسر تأكيد الليبراليين على مقولة الحرية وخشيتهم الشديدة من تدخل السلطة الإكراهية للدولة.
أما في العالم العربي فإن الليبراليين العرب يقولون بأنهم يهدفون إلى تحقيق الديمقراطية في الوطن العربي والتغلب على السلوك والممارسات الاستبدادية الفاسدة ، وتمكين الشعوب العربية من المشاركة السياسية الفاعلة بسيادة القانون والابتعاد عن التطرف والأنظمة القمعية في المنطقة مستفيدين من التجربة الغربية في هذا المجال.
غير أن الكثير من الأقلام تتهم الليبراليين العرب بأنهم قد تحولوا في الكثير من الحالات إلى مجرد مطية لتمرير المشاريع الدولية في المنطقة تحت عنواني الإصلاح والديمقراطية، كما يتهمون بأنهم لا يتحرجون من الاستعانة بهذا الغرب لإحلال هذا النظام بالقوة إن دعت الحاجة، غاضين الطرف عن الأطماع الغربية في العالم العربي الإسلامي المعلنة وغير المعلنة، وهم إلى جانب ذلك يتهمون بغض النظر عن المشكلات الكبرى التي يعانيها العالم العربي، وفي مقدمتها الاحتلال الأجنبي والمشروع الصهيوني، وبالسعي إلى التطبيق الفوقي والراديكالي للمفهوم الليبرالي الديمقراطي الغربي دون تغيير، وكأنه وصفة سحرية يمكن من خلالها حل معضلات العالم العربي
ولنا أن نتساءل: هل يشكل مشروع الليبراليين العرب إطارا فكريا وسياسيا صالحا لحل الإشكاليات الفكرية والسياسية التي تواجه العالم العربي؟ وهل يسعى الليبراليون العرب فعلا إلى إحلال ديمقراطية حقيقية تستجيب لحاجات ومطالب شعوب المنطقة أم أنهم يريدون ديمقراطية نخبوية على مقاسهم؟ هل يسعون فعلا إلى استنساخ النموذج الليبرالي الغربي وتجاهل الواقع الثقافي والتاريخي للمنطقة؟ ولما ذا يتهمون بأنهم معادين لكل ما هو عربي وإسلامي وهدم كل ما هو مقدس لدى الأمة؟
وللإجابة على هذه الأسئلة يطرح الباحث أسعد أبو خليل في مقالته التالية تصوره عن هذا الموضوع.
الليبراليّة العربيّة.. أو تسويغ الاستعمار
أطلقت أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من حروب العنان أمام الخطاب الليبرالي العربي في وسائل الإعلام العربيّة والأمريكية لكن كيف يستقيم الخطاب الليبرالي الذي يستعين بالقنابل والصواريخ الأميركيّة الهاطلة فوق رؤوس الآمنين في العراق وفلسطين وأفغانستان مع وعود الحريّة والديمقراطيّة؟
المصدر: مركز الجزيرة للدراسات
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap