[size=21]الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على نبيه محمد المصطفى وعلى آله الطيبين وسلم يارب تسليما كثيرا .
وارض اللهم عن صحابة سيدنا محمد رضا يغمر أرواحهم بالرضوان والرحمة واجعلنا في زمرتهم وتحت لوائهم يارب العالمين وبعد :
في حديث جبريل عليه السلام والذي يرويه عملاق الإسلام عمر بن الخطاب عليه الرضوان , وسؤال جبريل لسيدنا محمد عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة ..
كانت إجابة خير الخلق بإعجاز الإيجاز- وهو من أوتي مجامع الكلم- تأخذ بالألباب ..
وما يهمنا هو إجابته عن سؤال الإحسان ..
وبتطاول العهد والزمن لدى الأمة نشأت علوم كثيرة مشتقة من القرآن والسنة فكان منها العلمي ومنها البحثي .. ومنها النفسي , فوجد بمكتباتنا التي نفخر بها كتب الفقه والحديث و... التصوف ؟!
وإن كان الزمان بعيدا والنظريات كتبت بعهد متأخر, وشرحت بعدها .
وإن وقف بعض العلماء من التصوف موقف الخائف من الرهبانية على دين الحياة إلا أن التصوف استطاع أن يسير بتلاطم الأمواج آسرا قلوبا وافئدة ...
بل إن خلافات سياسية قامت على طرق صوفية ...!!
فهذه الإمبراطورية العظيمة العثمانية كانت الطريقة \ البكتاشية \ هي المحرك الروحي لها !!
وما وصل الإسلام إلى المغرب إلا بجهود علماء وتجار نَفسهم صوفي فكانت السنوسية بليبيا وغيرها ..
والآن وقد طال العهد هجمت على هذا الفكر العظيم ذوائب تطول وتقصر بأصل وبغير اصل .. ويشهد الله بأن الإسلام منها بريء .
والحق يقال المنهج الصوفي يرد تلكم الأشياء, لا لشيء إلا لأن المنهج الواضح الذي أرساه أئمة هذه الطائفة من العلوم قائمة على الكتاب والسنة وما خالفها نرده ولا كرامة مهما كان فخامة من تكلم به وطول باعه بالطائفة ..
وفي هذه الخاطرة أوجه العقول إلى بعض المفاهيم التي دخلت وتسللت على المنهج فأفسدت بريقه لأناقش كل واحدة مناقشة حيادية منهجية علمية بأسلوب عصري خفيف الظل مفهوم اللفظ , قاصدا تبيان الحق ونفي ما علق في هذه المدرسة الشامخة العظيمة ما استطعت لذلك سبيلا من أدران .
وليس هدفي أن أرد على الشيخ فلان أو العالم فلان مع حفظ الألقاب .. فإن الرد بأسماء الأشخاص يظهر العصبية البغيضة ورفض الحق بسبب الشخص ..
لذا سأعمل على محاورة الأفكار المجردة من أسماء قائليها حتى نأخذ الفكرة دون قائلها
فكم من حق رُفض لأن قائله من المخالفين ..؟!!
والله أسأله التوفيق في هدفي هذا ..
الاستعانة والاستغاثة بغير الله عز وجل
كنت في مجلس تقام فيه الأناشيد التي ترتقي بالروح .. وإذا بصوت نشاز أطار عقلي . كان فحوى هذا الصوت ما لم أعيه حتى جلست لوحدي متأملا باحثا متعلما لأعلم بأن خطرا عظيما قد هجم على المسلمين والسالكين بالأخص ..
كان المنشد يقول منغما :
أعينونا بعون الله
وكونوا عوننا بالله
عسى نحظى بفضل الله
إن هذه الكلمات وغيرها مما لا يشك أحد ولا يماري من تنشق عبير اللغة العربية أن المقصود بها الاستعانة بالصالحين لقضاء الحوائج لا التوسل بجاههم وبقربهم ..
- وإن كان التوسل من العلماء من كرهه وحرمه إلا أن فيه فسخة وسأتطرق له بإذن الله بكلمات يسيرة -
وهناك كثير من الاستغاثات الواردة منها على سبيل المثال لا الحصر :
لمن أتى واستجارك
وأيضا :
يا حبيب الله شفاعة
وأيضا كثيرا من الأشعار تزخر بها الحضرات الصوفية وكثير من كتب الأشعار كالصفا وغيرها ..
ولأجل الوقت أذكر ما اعلم من حكم الله بهذا الكلام \ الاستعانة بغير الله \
1- يقول الله عز وجل : (( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين* إياك نعبد وإياك نستعين ))
إن سورة الفاتحة التي نذكرها كل يوم أقل شيء سبع عشرة مرة .
فيها آية من آيات التوحيد التي تبرهن على أن سؤال غير الله ممنوع , والآية الكريمة التي تقدم الضمير على الفعل - \إياك \ ضميرُ المقصود به المتكلم ,
\ نعبد \ و \ نستعين \ فعلان مضارعان -
كما يقول علماء العربية يعني شدة الحصر .. فلا نطلب العون إلا من الله ولو كان اللفظ \ نعبدك , نستعينك \ أي تقديم الفعل على الضمير .. لأدى ذلك إلى جواز سؤال غير الله وطلب المعونة من غيره ...أي نعبدك ونعبد غيرك ونستعين بك وبغيرك .. ولكن اللفظ جاء كما الآية بتقديم الضمير على الفعل فكان لزوم الحصر , فإذا الاستعانة بغير الله لا تجوز .
2- حديث صحيح : قال ابن عباس رضي الله عنه : "كنتُ خَلْفَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يوماً فقال: "يا غُلامُ! إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ، إذَا سَألْتَ فاسألِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ؛ وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ" الترمذي قال: حديث حسن صحيح؛ وفي رواية غير الترمذي زيادة "احْفَظِ اللَّهَ تَجدْهُ أمامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاءِ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أنَّ ما أخْطأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ" وفي آخره "وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً" .
إن هذا الحديث ذو بركة كبيرة من حيث أنه وصية وأي وصية من معلم الناس الخير ..
فلقد دل المعلم بأبي هو وأمي عبدَ ابن عباس وقد كان غلاما لا يتجاوز السادسة عشر على طرق يعيش بها بحياته مطمئنا وبالآخرة َمَرضيا ..
فلو كان السؤال أو الاستعانة بغير الله مرغوبة لما تركها الرسول بل ليعلمنها لصحابته لأنه مأمور بالتبليغ ...!
فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله هو ترجمة حقيقية للقرآن ولسورة الفاتحة فجناب التوحيد خطير شأنه ..
لذا لا يجوز سؤال غير الله الحي القيوم لا إله سواه.
3- قوله تعالى :
فاسم الله \ القيوم \ أي الذي يقوم بأمر الخلق من رزق وإيجاد واستجابة دعاء و ..
فإذا سألنا غير الله وجب أن يكون قيوما ولو ببعض الأشياء ولو بإجابة ما نطلبه منه ..
وإذا قلنا ذلك وقعنا في شرك كبير ..ألا وهو مشاركة بعض الخلق بأفعال الله أو صفاته , فلا يخلق إلا الله ولا يرزق إلا الله ولا يجيب الدعاء إلا الله و...
وسيد ولد آدم محمد رسول الله عليه السلام وهو من هو لا يستطيع دفع الضر عن نفسه بل إنه مأمور بما شرعه الله كأي عبد من عباده وبل لا يجوز أن يسأل غير الله . ولم يسأل بحياته أحدا إلا الله .. فكم وكم من الليالي التي قضاها رسول الله في سؤال الله الرحمة والرضوان لأمته وهاهو في غزوة أحد يدعو الله حتى بان إبطه وهو يقول
\ اللهم إن تهلك هذه الطائفة فلن تعبد بعد اليوم \ .
وحتى خشي عليه الصديق وطمأنه \ يا رسول الله لن يخيبك الله أبدا \..!
فإذا كان رسول الله وهو أفضل الخلق لا يجوز أن نقول بأنه يقوم بأي عمل من خلق وإيجاد ومعونة فكيف نقول عن من دونه حتى يقال بأن الجيلاني – عليه الرضوان – لو نفخ على النار لأطفئها وبيده يمنع ويدخل من شاء الجنة والنار !!!؟
وكيف يكون البدوي – رحمه الله – وهو شيعي المذهب لو خلع اللثام عن وجهه لأذاب سبحات وجهه ما انتهى إليه نظره ومرة كشف اللثام عن وجهه فصعق من رآه من جلالة نوره ؟!!
إن هذا من المدخول علينا من الفلسفات البرهمية والمجوسية والرومانية وليست من الإسلام في شيء ..
فلا أحد يعاون الله ويساعده في إدارة الخلق .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..
فما رأيكم إخواني هل يستحق أحد غير الله تباركت أسماؤه أن يدعى ويستعان وهو من تكفل بالإجابة ..
من الذي يرحم أكثر من رحمته .؟
من الذي يجيب الدعاء غيره .؟
من الذي يتعالى كعلوه .؟
من الذي يعين بالنوائب سواه .؟
من الذي يجير المستجيرين . ؟
من الذي ينصر المظلومين .؟
من الذي يقضي الحاجات غيره ..؟ سبحانه لا إله سواه.
إنه مجيب الدعاء رفيع الدرجات المتكبر الذي يقبض السماء والأرض يوم الدينونة بيده فيقول أنا الملك أين ملوك الأرض !؟
سبحانه ما أعظمه , من قامت السماوات والأراضين بأمره .. من يشبهه ..
من يساعده ..بل من يغلبه ..؟!!!
ثم هل يحتاج لدعائنا وصلاتنا وصيامنا .. وهو من في سمائه لا يوجد مكان شبر إلا وملك قائم أو راكع أو ساجد يبقون على ذلك حتى تقوم الساعة فإذا رفعوا رؤوسهم نظروا جلاله وكبريائه وعظمته رأيت الملائكة قد خروا ساجدين يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك !!
إن الأرض التي خلقها الله لهي تساوي حجما مقارنة بالسماء الأولى كحلقة ملقاة في فلاة ..!
وما السماء الأولى للثانية إلا كحلقة ملقاة في فلاة ..
وما السماء الثانية للثالثة إلا كحلقة ملقاة في فلاة
وما السماء الثالثة للرابعة إلا كحلقة ملقاة في فلاة
وما السماء الرابعة للخامسة إلا كحلقة ملقاة في فلاة
وما السماء الخامسة للسادسة إلا كحلقة ملقاة في فلاة
وما السماء السادسة للسابعة إلا كحلقة ملقاة في فلاة
وما الأراضي والسماوات للكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة
وما الكرسي لعرش الجبار إلا كحلقة ملقاة في فلاة ......!!!!!!!!
يا سبحان العظيم ...
تكلم الرسول عن أحد حملة العرش من الملائكة فوصف ما بين شحمة أذنه لكتفه مسيرة ألف عام !!
أين الأرض ..
أين موقعها بهذا الكون الرحيب
يا ترى ألا يوجد بهذا الكون الرحيب غيرنا ...
ونحن من لا نُرى ..
ما أتفهنا وأحقرنا ونحن نرفع رؤوسنا ...
لقد علم الرسول والأكابر حقيقة نفوسهم فكنت تراهم من أذل الناس نفوسا وهم الأعزة بالله ..
وها هو سيدنا جبريل رآه الرسول كالعصفور المبلول من خشية الله ...
يا أخي أبعد ذلك يأتي البدوي والجيلاني بل والنبي ليجيبوا الدعاء والمستعينين ؟!
شكت امرأة صوفية – كما تدعي – لقبر الإمام الحسين عليه السلام ,فقالت بلهجتها المصرية : \ أنا زعلانة منك أوي يا سيدي الحسين ! دنه – أنا - دبحتلك تلت
– ثلاث – خواريف وإنت ما عرفتش تديني حتت عيل أدي كده !!!
من الحسين هذا مقارنة بعظمة الله ...
مهما علا كعبه وارتفع سهمه .. فهو عبد ذليل للملك العظيم .
هذه حقيقتنا كبشر بدء من سيدنا محمد وانتهاء بشخصي أنا أقل الناس قدرا ...
كلنا عباد للملك القيوم .. كلنا يريد رضاه .. كلنا يسعى لرحمته .. كلنا يخشى عذابه وسخطه وغضبه .. أبعد ذلك من شك أم أنه وكما قال القرآن :
[/size]
عدل سابقا من قبل أبو المقداد المعري في الأربعاء أبريل 07, 2010 1:52 pm عدل 3 مرات
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap