فضائيات الفتنة والخراب
أبعاد - سعيد الحمد
ما يُسمى الآن بـ «الثورات» هي في الواقع «ثورات» شعللتها الفضائيات الموجهة من دول ومن احزاب وتنظيمات لخدمة اجندة اقليمية مشبوهة غذت بتغطياتها وتخصيص الساعات الطوال وعلى مدار الساحة العربية المضطربة والقلقة حماسيات الشباب واستغلت الفورة الشبابية في زرع الفتنة وتدمير بعض الدول والجلوس على خرابها من بعيد والقفز الى اثارة نفس الاسلوب الغوغائي الصارخ فضائيا والنفخ «الثوري» المشبوه في اي حراك داخلي لا نشكك فيه ولكننا نلاحظ كيف تلتقطه وكيف يسلم نفسه وقياده لتوجيه هذه الفضائيات ليصبح بعد ذلك «ألعوبة» في يدها ترسم له تحركاته وتوجه شعاراته وتصعد من تحركاته وتشحن وجدانه ببطولات فضائية يصبح فيها المغمور «نجما» يخرج من استوديو فضائية الى استوديو فضائية اخرى ومن مقابلة وحديث وتصريح الى مقابلات واحاديث وتصريحات يحتاج معها الى مزيد من الانفعال الشتائمي البغيض ليظل «البطل» المطلوب حضوره ووجوده في فضائيات الفتنة التي تستخدمه بمهارة مكشوفة للجميع لخدمة ايديولوجيتها او اجندة الدولة التي تمولها وتصرف عليها فلا يلاحظ الا متأخرا وربما لا يلاحظ الى الابد كيف اصبح «ترساً» صغيرا في الآلة الاعلامية والفضائية لهذا النظام او ذاك او لهذه الدولة او تلك تستخدمه في تصفية حسابات قديمة لها أو جديدة أو تستغله ضد وطنه وبالأدق ضد وحدة نسيج الوطن فينزل ويعمل فيه تمزيقا بلسان حاد منفعل لا يراعي ابسط قواعد لباقة الخطاب فيوزع اتهاماته تسقيطا وتخوينا واستصغارا وسخرية لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نعتبرها جزءا من خطاب ومن اسلوب المعارض السياسي السلمي الذي يرفع شعار الديمقراطية والتعددية فيما يوجه لوطنه ولمكونات شعبه ومجتمعه سهاما جارحة بل وقاتلة يتلقاها الآخر في الوطن بذات الشعور المشحون غضبا فتكون ردات فعله بداية حرب «الاخوة الاعداء» وهذا ما تريده فضائيات الفتنة والتمزيق والتفتيت، فهي تحفر هناك في عمق اعماق المشاعر بين ابناء الوطن الواحد وتدق اسفينها المسموم ليتسمم الجسد الوطني بما يصعب معه ويستحيل اخراج السم القاتل تمزيقا، ذلك الذي تسللت به فضائيات الفتنة في خطاب عنوانه المثير «ثورة» وحقيقته المرة تدمير يتحول معه الشباب الى ذهنية شمشون ويرفع بوعي منه او دون وعي شعار «علي وعلى أعدائي» دون ان يسأل هل ابناء الوطن فعلا اعدائي.
لكنها فضائيات الفتنة التي تسللت سمومها الى العقل الشاب فأغوته بالبطولة الزائفة والثورة المشوهة التي تقدمها له شهرة مجانية ليصبح الزعيم المنتظر وهو بعد غر، لم يفقه في معادلات السياسة والعمل السياسي ابجدياته الاولى.
ما جرى في البحرين مثلا كان يجري في المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات على مدى العشر سنوات الماضية منذ تدشين الميثاق.. تبدأ المسيرة وتنتهي ثم ترفع مطالبها بشكل سلمي وديمقراطي الى المؤسسات المعنية ويظل الحراك في اطاره المؤسساتي والقانوني والديمقراطي التعددي لكنه فجأة تحول وبقدرة قادر الفضائيات المعنية الى «ثورة» والى شعارات بدأت مطلبية وانتهت بانقلاب على الدولة وعلى مؤسساتها وعلى ميثاقها وقوانينها وهددت مكاسبنا التي حصدناها على مدى عشرة اعوام من الحريات وباسم الحريات كادت ان تذبح «الحرية» بأسلوب انفلت من عقاله شتما وسبا مقذعا بكلمات بذيئة يتعفف القلم واللسان عن ذكرها تتردد في جنبات وفي استوديوهات فضائيات الفتنة التي شعللتها وهي تكتم ضحكة النهاية التي قادتنا اليها فأصبحنا العوبة في خدمة اجندات وصراعات اقليمية ودولية وفي ادارة ازمات تم ترحيلها الى الخارج الى بلداننا ليشغلوا داخلهم بها ونتحول الى مجرد «أداة» في لعبة أكبر منا وبوهم البطولة ضعنا فما اتعسها من بطولات فضائية على حساب الاوطان.. وعلى حساب وحدة نسيجها التاريخي الذي اخترقته لغة الفضائيات المتطأفنة والمتمذهبة والتي لا يعنيها اي شيء في بلادنا لو نشبت حرب طوائف وحرب مذاهب بل سترقص على دمارنا ثم ستتطلع الى مكان آخر بعد ان تنتهي من استعمالنا وبعد ان نصبح خارج التغطية الفضائية.. فمتى نعي اللعبة وندرك اهدافها المخفية للفتنة.
أبعاد - سعيد الحمد
ما يُسمى الآن بـ «الثورات» هي في الواقع «ثورات» شعللتها الفضائيات الموجهة من دول ومن احزاب وتنظيمات لخدمة اجندة اقليمية مشبوهة غذت بتغطياتها وتخصيص الساعات الطوال وعلى مدار الساحة العربية المضطربة والقلقة حماسيات الشباب واستغلت الفورة الشبابية في زرع الفتنة وتدمير بعض الدول والجلوس على خرابها من بعيد والقفز الى اثارة نفس الاسلوب الغوغائي الصارخ فضائيا والنفخ «الثوري» المشبوه في اي حراك داخلي لا نشكك فيه ولكننا نلاحظ كيف تلتقطه وكيف يسلم نفسه وقياده لتوجيه هذه الفضائيات ليصبح بعد ذلك «ألعوبة» في يدها ترسم له تحركاته وتوجه شعاراته وتصعد من تحركاته وتشحن وجدانه ببطولات فضائية يصبح فيها المغمور «نجما» يخرج من استوديو فضائية الى استوديو فضائية اخرى ومن مقابلة وحديث وتصريح الى مقابلات واحاديث وتصريحات يحتاج معها الى مزيد من الانفعال الشتائمي البغيض ليظل «البطل» المطلوب حضوره ووجوده في فضائيات الفتنة التي تستخدمه بمهارة مكشوفة للجميع لخدمة ايديولوجيتها او اجندة الدولة التي تمولها وتصرف عليها فلا يلاحظ الا متأخرا وربما لا يلاحظ الى الابد كيف اصبح «ترساً» صغيرا في الآلة الاعلامية والفضائية لهذا النظام او ذاك او لهذه الدولة او تلك تستخدمه في تصفية حسابات قديمة لها أو جديدة أو تستغله ضد وطنه وبالأدق ضد وحدة نسيج الوطن فينزل ويعمل فيه تمزيقا بلسان حاد منفعل لا يراعي ابسط قواعد لباقة الخطاب فيوزع اتهاماته تسقيطا وتخوينا واستصغارا وسخرية لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نعتبرها جزءا من خطاب ومن اسلوب المعارض السياسي السلمي الذي يرفع شعار الديمقراطية والتعددية فيما يوجه لوطنه ولمكونات شعبه ومجتمعه سهاما جارحة بل وقاتلة يتلقاها الآخر في الوطن بذات الشعور المشحون غضبا فتكون ردات فعله بداية حرب «الاخوة الاعداء» وهذا ما تريده فضائيات الفتنة والتمزيق والتفتيت، فهي تحفر هناك في عمق اعماق المشاعر بين ابناء الوطن الواحد وتدق اسفينها المسموم ليتسمم الجسد الوطني بما يصعب معه ويستحيل اخراج السم القاتل تمزيقا، ذلك الذي تسللت به فضائيات الفتنة في خطاب عنوانه المثير «ثورة» وحقيقته المرة تدمير يتحول معه الشباب الى ذهنية شمشون ويرفع بوعي منه او دون وعي شعار «علي وعلى أعدائي» دون ان يسأل هل ابناء الوطن فعلا اعدائي.
لكنها فضائيات الفتنة التي تسللت سمومها الى العقل الشاب فأغوته بالبطولة الزائفة والثورة المشوهة التي تقدمها له شهرة مجانية ليصبح الزعيم المنتظر وهو بعد غر، لم يفقه في معادلات السياسة والعمل السياسي ابجدياته الاولى.
ما جرى في البحرين مثلا كان يجري في المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات على مدى العشر سنوات الماضية منذ تدشين الميثاق.. تبدأ المسيرة وتنتهي ثم ترفع مطالبها بشكل سلمي وديمقراطي الى المؤسسات المعنية ويظل الحراك في اطاره المؤسساتي والقانوني والديمقراطي التعددي لكنه فجأة تحول وبقدرة قادر الفضائيات المعنية الى «ثورة» والى شعارات بدأت مطلبية وانتهت بانقلاب على الدولة وعلى مؤسساتها وعلى ميثاقها وقوانينها وهددت مكاسبنا التي حصدناها على مدى عشرة اعوام من الحريات وباسم الحريات كادت ان تذبح «الحرية» بأسلوب انفلت من عقاله شتما وسبا مقذعا بكلمات بذيئة يتعفف القلم واللسان عن ذكرها تتردد في جنبات وفي استوديوهات فضائيات الفتنة التي شعللتها وهي تكتم ضحكة النهاية التي قادتنا اليها فأصبحنا العوبة في خدمة اجندات وصراعات اقليمية ودولية وفي ادارة ازمات تم ترحيلها الى الخارج الى بلداننا ليشغلوا داخلهم بها ونتحول الى مجرد «أداة» في لعبة أكبر منا وبوهم البطولة ضعنا فما اتعسها من بطولات فضائية على حساب الاوطان.. وعلى حساب وحدة نسيجها التاريخي الذي اخترقته لغة الفضائيات المتطأفنة والمتمذهبة والتي لا يعنيها اي شيء في بلادنا لو نشبت حرب طوائف وحرب مذاهب بل سترقص على دمارنا ثم ستتطلع الى مكان آخر بعد ان تنتهي من استعمالنا وبعد ان نصبح خارج التغطية الفضائية.. فمتى نعي اللعبة وندرك اهدافها المخفية للفتنة.
الجمعة أبريل 28, 2023 12:51 pm من طرف ALASFOOR
» اقتراحات ونقاشات
الخميس أغسطس 06, 2015 12:58 am من طرف Ranin habra
» أسئلة امتحانات للسنوات 2012 وما بعد
الخميس يوليو 30, 2015 2:17 pm من طرف محمد أحمد الحاج قاسم
» أسئلة سنوات سابقة
الجمعة يوليو 03, 2015 6:20 pm من طرف مهاجرة سورية
» النظم السياسية
الأربعاء يونيو 24, 2015 5:33 pm من طرف مهاجرة سورية
» اسئلة الدورات
الأربعاء مايو 27, 2015 7:17 pm من طرف بلقيس
» السؤال عن برنامج الامتحانات لسنة 2015
الثلاثاء مايو 19, 2015 3:41 am من طرف Abu anas
» يتبع موضوع المسلمون بين تغيير المنكر وبين الصراع على السلطة
الإثنين مايو 04, 2015 5:01 pm من طرف حسن
» المسلمون بين تغيير المنكر والصراع على السلطة
الأحد مايو 03, 2015 1:42 pm من طرف حسن
» ما هو المطلوب و المقرر للغة العربية 2
الثلاثاء أبريل 21, 2015 7:47 am من طرف أم البراء
» طلب عاجل : مذكرة الاسلام والغرب ( نحن خارج سوريا)
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف feras odah
» مساعدة بالمكتبة الاسلامية
الخميس فبراير 26, 2015 2:32 pm من طرف ام الحسن
» هنا تجدون أسئلة الدورات السابقة لمادة الجهاد الإسلامي
الجمعة فبراير 20, 2015 8:55 pm من طرف راما جديد
» للسنة الثالثه __اصول الفقه الأسلامي3 )) رقم 2
الخميس فبراير 12, 2015 1:16 am من طرف Amir Antap
» محركات مواقع البحث عن الكتب والرسائل الجامعية
الأحد فبراير 08, 2015 11:20 pm من طرف Amir Antap